الجمعة، 13 سبتمبر 2013

مصادر إنطلاق المواد الكيميائية في البيئة


§         مقدمة
ربما يتعجب القارئ و يتسائل ماذا تفعل فصول عن الكيمياء و المواد الكيميائية و تأثيرها الصحي في كتاب يهتم بتدريس تصميمات المباني المستدامة. إلا أن المهندسين المعماريين في حاجة لمواكبة متطلبات مهنتهم بنفس الطريقة التي تطورت فيها متطلبات الهندسة المعمارية و التي شملت مساعدة الحاسب الالي في التصميم (CAD)، و التصميم في عصر الإحتياجات الأمنية المتشددة. فممارسة الهندسة المعمارية أصبح الان اكثر تعقيداً نظراً لاننا في حاجة لمعرفة المزيد عن: اكواد المباني التي تتغير بصفة دائمة، و متطلبات الدخول و الخروج من المبنى، و التنظيمات المتعلقة ببعض المجالات المتخصصة مثل  المدارس و المستشفيات. فمفهوم و ممارسة الإستدامة - و التي ستصبح قريبا من متطلبات ممارسة المهندسين المعماريين - متعدد الجوانب، و يتضمن التفكير النقدي في كيفية تقييم المنتجات، و المواد، و الانظمة، إرتكازاً على تأثيرها على البيئة و صحة الإنسان. فالهدف من هذه الفصول هو تقديم المفاهيم التي ستثير تساؤلات حول مكونات انظمة المباني المتعددة. فكما تعلمنا ان نقرأ المكونات الغذائية على علب الطعام فسنكون في حاجة تامة لتطبيق نفس التقنية و بنفس مهارات التفكير النقدي لطريقة اختيارنا لمواد البناء.
إرجع إلى الملحق-ج "مستوى صحتنا في المباني" للحصول على شرح وافي عن تأثير المواد الكيميائية على البيئة و صحة الانسان، كما أن هذا الملحق يتضمن شرح كامل عن اهمية تأثير المواد الكيميائية على الانظمة الحية. فسرعان ما اصبحت وسائل الحد من التعرض لهذه المواد الكيميائية جزء من الوعي العام. و تأهلنا هذه المعرفة المتعلقة بالمباني الخضراء تحقيق التصميم المتكامل و تضع أمام أنظارنا خلق بيئة اكثر صحة من ذي قبل.
أولا سوف نحاول فهم القليل عن كيفية انتهاء الملوثات و المواد الكيميائية التى صنعها الانسان في اجسادنا.
 
شكل 5-1 الراقبة على محطات تصنيع أو إنتاج الطاقة ينبغي أن يتم إعادة  تقيمها من أجل الحد من إنطلاق، و انتقال، و ترسيب المواد الكيميائية.
§         إنطلاق، و إنتقال، و ترسيب المواد الكيميائية، و التعرض لها
تبدأ رحلة الملوثات و المواد الكيميائية إلى اجسامنا عن طريق عملية الإنطلاق (الإنبعاث) (شكل 5-1). و إنتقال المواد الكيميائية عبر المكان و الزمان ينتهي به المطاف بالترسيب في الهواء و الماء و التربة و الطعام الذي نستهلكه. و لذلك أصبحت السلسلة الغذائية مصدر لتعرض الإنسان للملوثات. و تعتمد مسافة انتقال و سرعة إنتشار الملوثات على حالة الطقس مثل: سرعة الرياح و الإضرابات الجوية و الحرارة و غطاء السحاب و الرطوبة، و الخصائص الجغرافية مثل: طوبغرافية الصحراء و الجبال. فهجرة الملوثات العابرة للحدود هي نتيجة للعمليات الصناعية و الزراعية، وهي مصطلح يتم إستخدامه لوصف نزعة الملوثات للإنتقال عبر الحدود التي صنعها الانسان بدون تفرقة. فعن طريق إنتقال المواد الكيميائية لمسافات بعيدة تصل الملوثات إلى المناطق النائية.
 
شكل 5-2 تنتقل السموم عبر دورات متكررة من الرشح، و الترسيب، و التبخير.

 
 
لقد كشفت الدراسة التي تم إجراءها على سكان الاسكيمو في المناطق النائية بالقطب الشمالي عن أن تركيز السموم في اجسادهم يعادل ضعف تركيزها في الكنديين الذين يعيشون بالقرب من مصادر إنطلاق المواد الكيميائية (شكل 5-2).[1] و من ضمن العوامل المساهمة في هجرة الملوثات و المواد الكيميائية نجد التغيرات المناخية و الظروف المناخية القاسية و النشاط  البركاني و الكوارث الطبيعية و المخاطر البيلوجية و الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية و البكتيرية.
نظرة عامة على مصادر إنطلاق المواد الكيميائية و الملوثات
لقد أتاحت المواد الكيميائية الحديثة في القرنين الاخيرين تقدم تقني و طبي هائل، و جعلتنا أكثر وعيا بأن الهندسة الكيميائية تواصل البحث عن طريقها إلى المنتجات اليومية مثل مستحضرات التجميل و الإلكترونيات و صناعة المواد الغذائية و مواد البناء فضلا إستخدامها في الزراعة (شكل 5-3). و قد بدأ ظهور هذا الوعي في كتاب راشيل كارسون "الربيع الصامت" (1962) و سلسلة من النشرات الخاصة بالانبعاثات الكيميائية في البيئة التي قد تم طبعتها على نطاق واسع في منتصف القرن العشرين. فحتى ذلك التاريخ كان الناس يجهلون كثير من المعلومات عن هذه الهندسة الكيميائية[2]، على سبيل المثال هندسة مادة ثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCB's).
لم يتم إختبار مدى سمية اكثر من ثمانين الف مادة كيميائية مسجلة بوكالة حماية البيئة الامريكية (EPA) على الإنسان إلا خمسة عشرا الفا موجودة في السوق التجاري، و لم يتم إختبار مدى تأثيرها بشكل خاص على الاطفال إلا نسبة ضئيلة للغاية.[3]،[4] و يتم أخذ هذه الاحصائية في الإعتبار عند مناقشة تاريخ تطور عدد كبير من هذه المواد الكيميائية. و يتم إستخدامها في صناعة النفط و البلاستيك و تطوير الاسلحة و إنتاج المبيدات الحشرية و تصنيع مستلزمات الرعاية الصحية، و هي اغراض تبدو حميدة و ظاهريا مفيدة. و الان سوف نناقش هذه المصادر بقليل من التفصيل.
المنتجات البترولية
لقد تم تطوير المنتجات البترولية التي يتم تصنيعها من الفحم بشكل أساسي خلال الحرب العالمية الاولي و الثانية، و ذلك للمساعدة في تشغيل  الآلات و المعدات التي تعمل بالوقود، و كان هذا التطور هدية كبيرة للدول القوية التي كانت مصالحها تتوقف على المحافظة على تقنياتهم الدفاعية. أما اليوم فقد تم التوسع في إستخدام النفط تجارياً في صناعة المذيبات و الوقود و الزيوت و الصمغ و الأسفلت و الأقمشة الصناعية و المواد البلاستيكية و الدهانات و المنظفات و المستحضرات الدوائية و الأسمدة (شكل 5-4). و يتم رؤية الكثير من هذه المواد الكيميائية في المنتجات ذات الاغراض العسكرية التي اصبحت واسعة الاستخدام تجاريا عندما نتتبع تطور الصناعات البترولية، و نجد أن البحث العلمي في هذه المنتجات أدى إلى تطوير غاز الميثان. فغاز الميثان موجود في الطبيعة، و غالباً يكون مصحوبا بالغاز الحيوي (بيوجاز) و الغاز الطبيعي. و مع ذلك فغاز الميثان من الغازات الدفيئة و يكون قابل للإنفجار عندما يتم خلطة مع بعض المواد الكيميائية الأخرى. و قد أدى ظهور مشتقات الميثان الى إنتاج التتريل، الذي تم استخدامه كعنصر متفجر في الحرب العالمية الاولى و الثانية. و على الرغم من انه أنتهى تصنيع هذه المادة إلا أننا نجدها في عديد من مواقع النفايات الخطرة بالولايات المتحدة الامريكية.
إن النفط يتسبب في الكثير من المشاكل نظراً لصعوبة التخلص من منتجاته، و مساهمته في إنطلاق الغازات الدفيئة، و صعوبة إحتجاز و احتواء مواده الملوثة، و يترتب على ذلك إنطلاق الملوثات البترولية في البيئة (شكل 5-5).
 
شكل 5-3 كان يتم النظر عالمياً إلى مادة الدي دي تي (DDT) (ثنائي الكلور ثنائي الفينيل ثلاثي كلوريد الإيثان) على أن لها فوائد صحية.
لقد أثرت مواد مكافحة الآفات و مبيدات الاعشاب تأثيراً مباشراً على المواد الغذائية التي نستهلكها، و ذلك بالتوازي مع تسرب المواد الكيميائية إلى المنتجات التي نستهلكها يومياً. فقد خلق التعديل الوراثي على تقاوي المحاصيل في تسعينيات القرن العشرين نظام يقوم بتوصيل هذه المواد الكيميائية إلى جسم الإنسان.[5] و وصل نشاط جهات تصنيع مواد البناء إلى هندسة المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة الأغذية. و هنا لا نرى فقط الدمج بين الصناعات و المواد الكيميائية، و لكن نرى ايضا تنوع الصناعات الكيميائية التي لها تطبيقات واسعة.
البلاستيك - المادة الأُعُجُوبَة
السيد ماجواير             : أريد ان أقول لك كلمة ، كلمة واحدة فقط.
بنجامين                      : نعم سيدي.
السيد ماجواير             : هل أن منصت إليّ جيداً؟
بنجامين                      : نعم.
السيد ماجواير             : البلاستيك.
بنجامين                      : ماذا تعنى بذلك سيدي؟
السيد ماجواير               : ينتظر البلاستيك مستقبل كبير. فكر في ذلك. هل سوف تفكر في ذلك الامر؟
- فيلم خريج الجامعة[6].
لقد أصبح البلاستيك - كما هو الحال في هذه السطور المشهورة من فيلم خريج الجامعة - هو المادة الأعجوبة بعد سنوات الحرب العالمية الثانية، و ذلك على الرغم من أن تطويره قد بدأ في وقت يعود إلى القرن الثامن عشر. فالمعالم التاريخية لتصنيع مادة البلاستيك قد شملت تطوير المطاط في عام 1839، و البوليستيرين في عام 1839، و راتينج الفينول فورمالدهايد في عام 1907، و النايلون في 1939، و البولي إيثيلين عالي الكثافة (HDPE) و البولي بروبولين في عام 1951. و في خمسينيات القرن العشرين أدى التركيز على الابحاث العلمية في مجال البوليميرات إلى تطوير عدد من المواد البلاستيكية بما فيها البولي فينيل كلورايد (PVC).[7]
 
 
شكل 5-4 معالجة البترول و منتجاته هو المصدر الرئيسي لإنطلاق المواد الكيميائية في البيئة.
 
شكل 5-5 الاطفال يلعبون في حديقة الاطفال بجوار موقع صناعي في مدينة تكساس، بولاية تكساس الامريكية.
 
شكل 5-6 طيف التفضيل البيئي لانواع البلاستيك.
 
 
 
إن مصطلح البلاستيك يتضمن مواد عضوية من عناصر الكربون (C)، و الهيدروجين (H)، و النيتروجين (N)، و الكلور (Cl)، و الكبريت (S)، و التي لها خصائص شبيهة بالمواد العضوية التي توجد في الطبيعة مثل الاخشاب و قرون الحيوانات و الصمغ (شكل 5-6). "المواد العضوية ترتكز على البوليميرات التي يتم إنتاجها من المواد الطبيعية أو عن طريق التخليق من المواد الكيميائية الاولية التي تأتي من النفط أو الغاز الطبيعي أو الفحم."[8]

يمكن إعتبار البلاستيك من اللدائن الحرارية نظراً لتعدد منتجاته. فالبلاستيك مادة متعددة الاستخدامات حيث يمكن صبها و بثقها - معتمدة على نوع الإضافات و الملدنات المشاركة في التصنيع - و يتم إستخدامها في انواع متعددة من التطبيقات مثل: مصدات السيارات المقاومة للصدمات، و المواد اللاصقة، و شفرات الطائرات العمودية، و حشوات المراتب، و أغطية الأرضيات و الحوائط، و نسيج السجاد.

إن المواد البلاستيكية تؤدى ايضاً إلى إشكالية إنطلاق السموم أثناء تصنيعها أو استخدامها. و قد تم إعتبار عدد كبير من سلائف و إضافات البلاستيك ضارة و تشكل تهديدا على صحة الانسان. فالفاثالات تعتبر نموذجا مثاليا للإضافات البلاستيكية التي وجدنا لها آثارا صحية. فعلى سبيل المثال يمكن إضافة الفاثالات على البولي كلورايد فينيل (PVC) لجعلها أكثر ليونة و طوعاً للتشكيل. و أكدت الدراسات التي تم إجرائها في عام 2005 أن الفاثالات تتواجد في الغبار المنزلي و تتسبب في إضطراب نمو الاعضاء التناسلية و الصحة الإنجابية لدى الفئران.[9] كما يمكن أن توجد الفاثالات في منتجات العناية الشخصية مثل العطور، و طلاء الاظافر، فضلا عن مواد المباني و تشمل أغطية الحوائط المصنوعة من الفينيل و العوازل الصوتية للارضيات.

إن مادة بايسفينول-أ (BPA) هي مادة كيميائية أخرى توجد في لدائن البوليكربونات التي تنطلق من البلاستيك عند تسخينه. و على الرغم من أن تأثير هذه المادة (BPA) ما زالت مسار جدل علمي، إلا أن الدراسات التي أجريت عليها قد أظهرت انها تحاكي هرمون الإستروجين، و إنها تؤدي إلى ضرر في نمو الأجنة و تشكل تأثير ضار على الصحة الإنجابية عبر الأجيال في التجارب التي اجريت على الحيوانات.[10]

إن الانسان يتعرض للبلاستيك و مشتقاته من خلال العديد من السلع الاستهلاكية مثل: زجاجات رضاعة الأطفال، و الطبقة الداخلية لمعلبات الطعام، فضلا عن مواد البناء، كما تتعرض البيئة لهذه المواد عند التخلص من المخلفات البلاستيكية. و يمكن التخلص من المواد البلاستيكية بشكل سليم في مكبات النفايات الصلبة - طبقا لشعبة البلاستيك بالمجلس الامريكي للمواد الكيميائية - حيث يتم ذلك من خلال تشييدها بحيث تحتوي على طبقات تبطين من البلاستيك طبقا للوكالة الامريكية لحماية البيئة (EPA). و على الرغم من ذلك فإنها لا تحل مشكلة التخلص من البلاستيك نظراً لأنه لا يتحلل، و لا يزال الانسان يحتاج إلى دراسة كيفية التخلص السليم من المواد البلاستيكية. فمركبات الكلور العضوية مثل الدايوكسين و الفيورانات يتم انطلاقها عندما يتم التخلص من البلاستيك عن طريق المحارق[11]. و البلاستيك يتسبب في القمامة البيئية من خلال أساليب نقلها و التي تشمل صرف مياه الامطار، و صرف المخلفات الصلبة، و الصرف في البحار، مما يشكل أكبر الأثر على الحياة البحرية فوق سطح البحار و قيعانها. فعلى سبيل المثال نجد أن جزء كبير من الحطام البحري يمكن أن ننسبه إلى عدم التخلص السليم من أكياس البقالة البلاستيكية. و قد تأثرت الحياه في المحيطات بالتورط في إبتلاع الحيوانات البحرية لهذه المخلفات البلاستيكية.

إن "بقعة القازورات الضخمة بالمحيط الهادئ" تعتبر مثال صارخ للإضرار بالبيئة بسبب عدم التخلص السليم من البلاستيك، و هو مثال لا تُحمد عواقبه حيث توجد مجموعة ضخمة من الحطام الطافي بين ولايتي كاليفورنيا و هاواي يشكل البلاستيك منها نسبة 80%. و قد وضعت مجتمعات متحضرة تتواجد بدأَ من حوض كولس إلى تاسمانيا إلى سان فرانسيسكو حظرا على إستخدام اكياس البلاستيك و مادة ستايروفوم في محاولة منهم لمعالجة هذا النوعية من المشاكل البيئية.


 
شكل 5-7 مجموعة من الملاعب مصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره.

إن المجتمعات التي تستهدف تحقيق صفر من النفايات، تكتشف بإستمرار طرق حديثة لجمع و إعادة تدوير مجموعة كبيرة من المواد البلاستيكية، و هم يضعوا نصب أعينهم الدفع بجهات التصنيع إلى الحد من إنتاج المواد البلاستيكية لكي يبدأ تحقيق ذلك الهدف. و إحصائيات معدلات تدوير المواد البلاستيكية بها مشجعة جداً. فمعدلات تدوير مادة البولي إيثيلين عالي الكثافة (HDPE) وصلت إلى 27.1% عام 2005، و ما يزال هناك متسع لزيادة ذلك المعدل. ففي عام 2004 قد تخلص المستهلكين الامريكيين من ثلاثة اضعاف حجم المواد البلاستيكية التي إستطاعوا تدويرها في العام الذي يليه. و هذا يعنى إما أنه إنتهى بها المطاف في مكبات النفايات أو تم تصريفها في البحار[12]. و كما سوف نرى في المناقشات اللاحقة فإن مسار التخلص من النفايات يشكل طريق آخر لوصول المواد الكيميائية إلى البيئة.

لحسن الحظ إن كثير من المنتجات يتم صنعها من البلاستيك المعاد تدويره، و هي تخلق سوق جديدة و نمو في صناعات تدوير البلاستيك. و يدخل اليوم البلاستيك المعاد تدويرة في صناعات منتجات المباني مثل: أخشاب البلاستيك، و مصدات السيارات، و العوازل الصوتية للارضيات، و أغطية الحوائط و النوافذ، و مواد التشطيب. و يمكننا كمقاولين و مصممين تقدير مدى مرونة و خصائص المواد البلاستيكية التي تدخل في أعمال السباكة الصحية. و ينبغي علينا محاولة الحد من تعريض سكان المبنى لمواد البناء التي تحتوى على المواد البلاستيكية بالسؤال عن مدى متانتها، و امكانية التخلص منها، و وسائل التدويرلهذه المواد عند نهاية عمرها الافتراضي.

ملخص الخلاف حول مفهوم PVC للمهندسين المعماريين[13]

أولا دعونا نفهم الإختلاف بين عبارة "فينيل" و (PVC). فليس كل "الفينيل" هو بولي فينيل كلورايد (PVC). فيشكل الكلور في مادة البولي فينيل كلورايد (PVC) النقية نسبة اكبر من 80%، و التي تنبع منها أصل المشكلة. و قد استشهد القائمون على رابطة "مجموعة من المباني الصحية" بنوعية أخرى من الفينيل مشابه لمادة البولي فينيل كلورايد (PVC) و لكن بدون الكلور. و كل هذه المواد ترتكز على البتروكيماويات، إلا أنها حتى الان لم يتم دراستها بنفس عمق دراسة مادة البولي فينيل كلورايد (PVC) و امكانية كونها أقل ضررا بالبيئة: فعلى سبيل المثال نجد أن خلات الإيثيلين فينيل (EVA)، و خلات البولي إيثيلين فينيل (PEVA) - و هي بوليميرات مشتركة من البولي إيثيلين و خلات إيثيلين فينيل (EVA)، و خلات البولي فينيل (PVA)، و البولي فينيل بوتيرال (PVB) - يتم إستخدامها في الطبقة الواقية من الزجاج. و يجرى استبدال مادة البولي فينيل كلورايد بهذه المواد في العديد من المواد البلاستيكية.[14]

هيكل مادة PVC

تتكون جزيئات مادة PVC من سلسلة من مانومرات الفينيل كلورايد (VCM)، و كلا منها مكون من ثلاثة ذرات هيدروجين، و ذرة كلور، و ذرتان من الكربون. و المصدر الخام لهذه المانومرات هو النفط و الملح. و يتم إنتاج جزيئات الكلور من خلال التحليل الكهربائي لكلوريد الصوديوم. و يتم إنتاج الإيثيلين كلورايد بدمج الكلور مع الإيثيلين المصنوع من النفط. و يتم تسخين هذه المادة عند درجات حرارة مرتفعة لإنتاج مانومرات الفينيل كلورايد (VCM)، و مع إضافة مثبتات الحرارة و الحشوات (مثل الرصاص أو اللدائن أو الفاثار) تحصل على شكلها القابل للتشكيل - من الشكل المرن إلى الشكل القاصي - و تستخدم هذه المواد في صناعة العوازل الصوتية للأرضيات، و حشو السجاد، و أغطية الجدران و حمايتها ، و أطارات النوافذ، و الكساء الخارجي للمباني، و الاثاث، و أغلفة الكابلات و الاسلاك، و المواسير، و ستائر دورات المياه، و المعاطف الواقية من المطر، و دواخل السيارات، و الاجهزة العلاجية، و انظمة توصيل الادوية، و تعبئة الأغذية، و لعب الاطفال. حتى انك ستجد الفينيل في الاسطح المائلة بالمنازل، و المحلات التجارية المتعلقة بالاثاث المنزلي الحديث، و الاكياس، و سجادة الترحيب، و المفروشات. و ذلك نظراً لانه رخيص، و خفيف الوزن، و يمكن تشكيله، فقد تم الترحيب بمادة (PVC) مثلما تم الترحيب بالبلاستيك العجيب منذ إختراعه عام 1872 كمصدر لتوجيه نفايات الكلور الناتجة عن صناعة مصباح غاز الأسيتيلين.[15] و اخذ الصبغة الحسنة، مع درجة من التشبع التي يودها المصممون، فهي حرفيا "نسيج حياتنا."

صحة الانسان

إن نسيج حياتنا في الحقيقة هو عبارة عن شبكة تتكون من سلسلة نظامنا الغذائي، و الدورة التي تتحرك فيها المياه التي نستخدمها، و بيئتنا الطبيعية. و عندما نضيف إلى هذه الشبكة عبء التراكم الحيوي من المنتجات السامة مثل الدايوكسينات، و الرصاص، و مختلف الفاثالاتات او اللدائن، و مثبتات المعادن الثقيلة، نبدأ باللعب بالتوازن البيئي و نؤثر على صحة الإنسان. فنجد من خلال دورة حياة انواع منتجات PVC المختلفة التي نستخدمها ان منتجاتها و إضافاتها و سلائفها يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات صحية خطيرة من ضمنها السرطان و إضطرابات الغدد الصماء و بطانة الرحم و تلف الاعصاب و عيوب الولادة و نمو الاطفال المعاقين و تلف الجهاز المناعي و الصحة الإنجابية.[16] فتسبب الإضافات المستعملة لجعل PVC منتج قابل للتطبيق و لا توجد به غازات و لا يتناثر مع مرور الوقت في الأمراض السرطانية، و الربو، و التسمم بالرصاص.[17]


 
شكل 5-8 كان يتم رش الوسيط البرتقالي المبيد للأعشاب و الديفوليونات أثناء حرب فيتنام.

المنتجات العسكرية

هل يدهشك ان تعلم ان بعض المنتجات البلاستيكية التي نستخدمها اليوم تم إشتقاقها من المواد الكيميائية التي تم استخدامها للأغراض العسكرية؟ شهد منتصف القرن العشرين تطور العديد من المواد الكيميائية التي تم إستخدامها على نطاق واسع في المجهود الحربي لنقل المعدات و الاشخاص، و التسليح على حد سواء. و يتم تقسيم وسائط الحرب الكيميائية إلى مجموعات طبقا للأنظمة التي تستهدفها: مثل الوسائط العصبية، و وسائط التقرح الجلدي، و وسائط خنق الجهاز التنفسي. و الفوسجين  مثال من تلك المواد الكيميائية و هو غاز سام عند درجة حرارة الغرفة و أول إستخدام له في الاسلحة الكيميائية كان عام 1915 كوسيط خانق.

من ضمن المواد الكيميائية التي تم استخدامها في الحرب كان غاز الفوسجين المسئول عن الغالبية العظمى من الوفيات. (80%).[18] و اليوم يتم إستخدام الفوسجين في صناعة مواد بلاستيكية مثل البولي يوريثين (يستخدم كنوع من انواع العوازل و كسجاد) و البولي كربونات (سيتخدم في صنع الاقراص المدمجة - إسطوانات الكمبيوتر) و المبيدات الحشرية.

ربما يعتبر الكلور افضل مثال للتحول من الاستخدامات العسكرية إلى الإستخدامات المدنية. فالكلور كان يستخدم اساساً في صناعة سلاح غاز الخردل الذي تمت مشاهدة تأثيراته المميت في مدينة إبريس بغرب فلنلندا عام 1917 خلال الحرب العالمية الأولى. الكلور اليوم يتم استخدامة في صناعة المواد البلاستيكية، و الدهانات، و المواد اللاصقة، و كل ذلك له علاقة بصناعة مواد البناء.

لقد كان غاز النشادر من أول المواد الكيميائية التي تم تطويرها في الحروب العالمية، و تم إستخدام مشتقاته من حمض النيتريك و النترات كمتفجرات. أما اليوم فإن غاز النشادر هو عنصر يتم استخدامه في صناعة الأسمدة و وسائط التبريد.


 
شكل 5-9 تشكل براعة الخنافس في أكل الآفات الاساس الإستراتيجي في السيطرة غير الكيميائية على الآفات.

لقد شهدت الحرب العالمية الثانية مزيد من التطوير في صناعة سلاح غازات الاعصاب، كما تم إستخدام المبيدات الحشرية و الفطرية و العشبية خلال حرب فيتنام و الحرب الباردة. و الوسيط البرتقالي يعتبر من أعتى المواد الكيميائية التي عندما تتحلل ينتج عنها الدوكسينات (شكل 5-8). و قد تم تقدير أن الوسيط البرتقالي تسبب فيما يزيد عن نصف مليون تشوه خلقي في الاطفال الفيتناميين.[19] و هذا البحث تم بناء نتائجه على التطوير المبكر في صناعة المواد المستخدمة في مكافحة الآفات، و أدى إلى تصنيع المبيدات الحشرية، و الفطرية، و والعشبية، و تصنيع الأسمدة.

إن دخول المواد المستخدمة في مكافحة الآفات في النسيج الزراعي من اكبر تركات تطوير الاسلحة الكيميائية (CWA). فبحث و تنمية هذه المواد التخليقية بدأت في ثلاثينيات القرن العشرين. و لقد فاز الكيميائي السويسري بول هيرمان مولر بجائزة نوبل عام 1948 لعلم وظائف الاعضاء أو الطب لتطويره مادة دي دي تي (DDT) التي كانت مسئولة إلى حد كبير عن القضاء على مرض الملاريا في اجزاء معينة من العالم. و لكن نظراً لأن المبيدات الحشرية الصناعية كانت مشهورة إلى حد كبير في ذلك الوقت فالبحث و التنمية في المواد المستخدمة في مكافحة الآفات التي لها سمية أقل و مبنية على مواد نباتية قد تم إبطاءها بشكل كبير. و بعد عام 1972 قد تم حظر مادة دي دي تي (DDT) بعد نشر كتاب راشيل كارسون "الربيع الصامت" (انظر فصل رقم 2، تاريخ الحركة البيئية). و هي شهادة للمثابرين على مقاومة المبيدات الحشرية - كما سنرى في وقت لاحق عندما سنناقش أعباء الجسم - بأننا سنظل نحمل تركة مادة DDT في اجسامنا. و الفضل يرجع إلى قانون جودة الغذاء لعام 1996، فوكالة الحماية البيئية الامريكية (EPA) تحملت مسئولية دراسة تفاوت تأثير المبيدات الحشرية المختلفة و عملت على تغيير أنظمة المبيدات الحشرية. و كانت إزالة مادة الديازينون من السوق أحد إنتصارات هذه التشريعات.[20]

مما لا يثير الدهشة أنه قبل وصول المبيدات الحشرية خلال ثلاثينيات القرن العشرين، فإن السيطرة على الآفات كانت من خلال مزيج من الطرق الميكانيكة، و الزيوت البترولية و التقليدية، و ثقافة إستخدام المواد غير العضوية مثل الزرنيخ و الكبريت، و الطرق النباتية. و أدت هذه التقنيات إلى مفهوم الادارة المتكاملة للآفات (IPM) في بدايات سبعينيات القرن العشرين. و تركز الابحاث الحالية المتعلقة بالسيطرة على الافات على أنواع الطعوم، و اهداف سيطرة ذات سمية أقل، و مبيدات حيوية للآفات، و الفيرومونات، و التحكم في نمو الحشرات (IGR). اليوم - الجهود الرامية إلى المباني الخضراء بشكل شامل- يتم إستخدام الادارة المتكاملة للآفات (IPM) كإئتمان مبتكر في منظومة تصنيف الريادة LEED (شكل 5-9).

مواد كيميائية في مجرى النفايات

يتم توليد المواد الكيميائية أيضا في البيئة عن طريق: مخلفات التشييد و الهدم و المناجم و المحاجر و التصنيع و نفايات البلديات الصلبة. و كانت البيئة الطبيعية قبل تسنين التنظيمات بالولايات المتحدة الامريكية (أنظر الفصل الرابع الجزء الخاص بتاريخ التنظيمات البيئية) هي ارضية التخلص من مخلفات التصنيع و الصناعة و خصوصا عن طريق المحارق. و قيدت التعديلات على قانون الهواء النظيف و قانون التخلص من النفايات الصلبة لعام 1965 تلك الوسائل. فقد تم وضع ضوابط للسيطرة على النفايات و المواد الكيميائية بسبب هذه التشريعات.

بالرغم من ممارسات الإحتواء و تحسين طرق تشييد المكبات فإن التخلص بالكب يعتبر مصدر مستمر لنقل المواد الكيميائية إلى البيئة (حتى بتطبيق التنظيمات الخاصة بالتخلص من النفايات الصناعية و النفايات الخطيرة). فالمكبات تظل وسيلة التخلص السائدة لنفايات البلديات الصلبة (شكل 5-10). فيمكن تغطية أنواع معينة من المكبات بألواح الاسمنت المصبوبة و استخدامها بعد ذلك في مشاريع المباني. و بالرغم من تنوع الآراء فيما يتعلق بمعدلات و مدى تطور المكبات فإن استراتيجية إعادة استخدام المكبات تظل تمثل مشكلة لان مساحة المكبات طبقا لتعريفها تعتبر من الموارد المحدودة. و سوف نناقش أثار التخلص بالكب بمزيد من التفصيل في الفصول  اللاحقة الخاصة بإدارة النفايات المتعلقة بتشييد و هدم المباني.

تتضمن الانواع الاخرى من النفايات النفايات الصناعية و النفايات الخطيرة. و يتم تعريف النفايات الصناعية بأنها نفايات غير خطيرة تم توليدها نتيجة إنتاج البضائع.

إن الولايات المتحدة الامريكية تنتج 7.6 مليار طن من النفايات الصلبة كل عام وفقا لتقديرات وكالة حماية البيئة الامريكية (EPA).[21] و قام الكونجرس الامريكي بتعريف النفايات الخطيرة و السيطرة عليها، و قامت وكالة حماية البيئة (EPA) بتنظيمها. و يوجد انواع عديدة من النفايات الخطرة التي تندرج في فئات قابلة للإشتعال، و التآكل، و التفاعل، و التسمم. و هذه المواد غير قابلة للإصلاح أو التدوير و لابد أن يتم التخلص منها من خلال وسائل مقيدة و مراقبة. و تنتج بعض المصانع نفايات خطرة تحتوي على مذيبات تم توليدها أثناء تكرير البترول أو تصنيع مبيدات الآفات.  كما أن معالجة نفايات حمأة و مجاري قطاع الصناعة هو مصدر اخر من مصادر النفايات الخطرة. ففي الحقيقة التخلص من المواد الكيميائية التي تم إستخدامها لتصنيع مواد كيميائية أخرى هي في حد ذاتها مصدر للنفايات الخطرة.
 
 
شكل 5-10 موقع كبير لمكب النفايات.

 لقد أثار التقدم الكبير في قوانين حق المعرفة وعي الجمهور بعملية التخلص من المواد الكيميائية و انشطة الوكالات الحكومية و الصناعية المتعلقة بإدارة النفايات. فقانون حق المجتمع في المعرفة و التخطيط للطوارئ (EPCRA) تم تشريعه في عام 1990. و قامت وكالة حماية البيئة (EPA) في عام 1988 بجرد السموم المنطلقة (TRI)، و هي قاعدة من البيانات العامة تصل إلى 650 مادة كيميائية تحتوي على معلومات عن المواد الكيميائية المنطلقة. و وفقا لوكالة حماية البيئة (EPA) "فإن الهدف من جرد السموم المنطلقة (TRI) هو تمكين المواطنين من خلال المعلومات أن يضعوا الشركات و الحكومات المحلية تحت المحاسبة عن كيفية إدارة المواد الكيميائية السامة."[22]

ينبغي ان يستجيب المصممون و المقاولون لهذه الزيادة في الشفافية و أن يصبحوا على دراية بمختلف مواد البناء و العمليات الصناعية المرتبطة بها و التي لها علاقة ببرنامج المواد الكيميائية الخاص بوكالة حماية البيئة (EPA). سوف يتم تغطية الادوات الخاصة بالإختيار المدروس لمواد البناء بمزيد من  التفصيل في فصل لاحق و لكن بعض الامثلة عن هذه المواد يتضمن الأتي:

الزرنيخ يتواجد طبيعيا في خام النحاس من خلال عملية صهره. و يتحول من صلب إلى غاز و ينطلق إلى الهواء الجوي من خلال المداخن، و من ثم يترسب في التربة. و يشيع إستخدام النحاس في تشطيب اعمال الديكور و النجارة فضلا عن الاسلاك الكهربائية.

الباريوم يتواجد بشكل طبيعي في المعادن التي يتم إستخدامها في اعمال حفر البترول، و تصنيع مصابيح النيون، و اللحام، و إنتاج المطاط، و إنتاج الزجاج العاكس، و شمعات الاحتراق، و أنابيب التفريغ. و يذوب الباريوم في المياه و يتواجد في التربة، و البحيرات، و الانهار، و الجداول. فضلا عن أن الحياة المائية تحمله إلى مسافات بعيدة عن مصادره.

السيلينيوم-79 هو من مخلفات النفايات النووية و يتواجد في التربة. و وجوده في البيئة هو نتيجة تداعيات الإشعاع النووي. و يتواجد السيلينيوم طبيعيا في الاملاح غير المعدنية و لكن يمكن ايضا ان يتم تخليقه من عملية التنقية الكهربائية للنحاس. و من اكثر الاشياء التي لها علاقة بقطاع المباني هو استخدامها في تصنيع انظمة الخلايا الضوئية.

البنزين هو مركب كيميائي عضوي و من مشتقات السوائل البترولية، و كان سابقا من إضافات وقود البنزين، و يستخدم في صناعة الأدوية و البلاستيك و المطاط الصناعي و الصبغات. و يترسب في  التربة و المياه الجوفية. و يتم إستخدام كلا من المطاط و البلاستيك - اللذين يحتويان على البنزين - كثيرا في مباني.

الفينيل كلورايد هو من المونومرات المستخدمة لتصنيع البولي فينيل كلورايد (PVC) و يستخدم على نطاق واسع في كثير من مواد البناء. (انظر "PVC: ملخص الإختلافات للمهندسين المعماريين")

نفايات المستشفيات

إن نفايات المستشفيات تحمل مشاكل كبيرة نظراً لإتساع أشكالها و التطوير الجاري في اللوائح المتعلقة بالإجراءات الخاصة بالنفايات. ففي أغلب الاحيان يتم التخلص من نفايات العناية الصحية (HCW) في المكبات، أو بشكل اكثر شيوعا عن طريق المحارق حيث تنطلق السموم و الزئبق و الرماد في الهواء (شكل 5-11). و لقد شاهدنا أن المحيط الحيوي لم يتم حمايته من هذه الوسائل. و لاحظت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن من 10% إلى 25% من نفايات العناية الصحية (HCW) تحتوي على مسببات عدوى خطيرة، و يُشار إليها بأنها مخاطر نفايات العناية الصحية.[23]

تتضمن مخاطر نفايات العناية الصحية المستحضرات الطبية، و وسائط العدوى، و السموم الجينية، و لكن إنعكاسا لصناعة المباني يمكن ان تتضمن ايضا المعادن الثقيلة و وسائط معينة من المواد الكيميائية.[24]

تهدف السياسات الشرائية الخضراء الخاصة بصناعة العناية الصحية إلى منع التدهور البيئي نتيجة نفايات العناية الصحية (HCW). و الممارسين للرعاية الصحية سيطبقون طرق معالجة و إجراءات تخلص أكثر مسئولية لنفايات الرعاية الصحية (HCW) عن طريق فهم دورة الحياة الخاصة بها و تقنيات مواد العناية الصحية و بإعتماد المفاهيم الوقائية. و مصممين المباني في المستقبل سيكونون أكثر وعيا و قادرين على تناول قضية النفايات الكيميائية بطريقة مباشرة من خلال تصميم مسئول لمباني المستشفيات يتسلح بهذه المفاهيم الاساسية.


 
شكل 5-11 محرقة التحلل الحراري للنفايات الطبية

يعبر هذا مثال واضح للتفكير الشمولي الخاص بتصميم المباني الخضراء. أنظر فصل 21 الخاص بإدارة النفايات لمتابعة النقاش حول قضية إدارة نفايات المستشفيات.

بإختصار فإن المواد الكيميائية القوية التي تنظمها وكالة حماية البيئة (EPA) - إما أثناء الاستخدام النشط بالعمليات الصناعية أو في اخر دورة حياتها كنفايات - توجد في الاستخدام الشائع لمركبات البلاستيك، و مبيدات الآفات، و مبيدات الأعشاب، و السماد، و المنتجات البترولية، و المذيبات، حيث تدخل إلى الهواء، و الماء، و التربة، و مع مرور الوقت و المسافة تصبح جزء من سلسلة الحياة  المترابطة بمحيطنا الحيوي.[25]

المواد الكيميائية المثيرة للقلق[26]

·         الملوثات العضوية المتواصلة (POP's) و السموم الكيميائية المتواصلة الاخرى ذات التراكم الحيوي (PAT's)

·         المسرطنة

·         السموم التي تستهدف الاعصاب (النيروتوكسينات)

·         السموم التي تؤثر على الصحة الإنجابية

·         السموم التي تؤثر على النمو

·         السموم التي تسبب إختلال في الغدد الصماء

·         السموم التي تسبب طفرات

·         كل المواد الكيميائية المهلجنة شاملة المواد المبرومة و مثبطات اللهب المهلجنة الأخرى

·         المواد السامة الحادة و المزمنة الاخرى.

المصدر: مجموعة المباني الصحية و المواد الحيوية المستدامة، "المبادئ التوجيهية للمواد البلاستيكية الحيوية،" النسخة السابعة (25\6\2007)، http://www.healthybuilding.net/bioplastics/SustBioplasticGuide.pdf

تمارين

1.       إلى أي مدى يمكن للمهندسين المعماريين و المصممين ان يخلقوا بيئة داخلية تساهم في خلق صحة جيدة ؟ و على أي العوامل سوف يعتمدون؟

2.       ماذا كانت فوائد مادة دي دي تي (DDT)؟ و بعد كتاب راشيل كارسون "الربيع الصامت" الذي دفع بالجدال حول مبيدات الآفات، ما هي الاحداث التي دفعت في إتجاه حذر مادة الدي دي تي (DDT

 

§         المصادر

رعاية صحية بدون أضرار، http://www.noharm.org/

التوجيه الأخضر للرعاية الصحية، http://www.gghc.org/

كايزر بيرمينانتي، https://www.kaiserpermanente.org/

مجموعة المباني الصحية، قائمة بالمعلومات العلمية عن مادة PVC و "لابد من قرائتها،" http://www.healthybuilding.net/pvc/must_reads.html و http://www.healthybuilding.net/pvc/resources.html

جو ثورنتون، "الأثر البيئي لمادة المباني PVC،" ورقة بحثية لمجموعة المباني الصحية، 2002، http://www.healthybuilding.net/

الفينيل الازرق، جوديث هلفاند و دان جولد، المهرجان السنيمائي الوثائقي عن دورة حياة مادة PVC الحائز على الجوائز، إنتاج عام 2002، http://www.bluevinyl.org/

أعباء الجسم - التلوث في الاطفال حديثي الولادة، بحث ترك علامة عن المواد الكيميائية الصناعية، والملوثات، و مبيدات الآفات في دم الحبل السري،" 14 يوليو، 2005، تقرير، مجموعة العمل البيئي، http://archive.ewg.org/reports/bodyburden2/

execsumm.php

أسرار التجارة، تقرير بول مويار، 2001، كتبه بول مويار و شيري جونز. إنتاج شيري جونز، نيو يورك: إنتاج تليفزيون الشئون العامة، تقديم الثلاثين\ WNET نيو يورك. http://www.pbs.org/tradesecrets/

 




[1]  باري كومونر، بول وود بارتلت، هولجر ايسل، و كمبرلي كوتشوت، مركز العلوم الحيوية للنظام الطبيعي (CBNS)، أنتقال السموم عبر الهواء لمسافات بعيدة من مصادر إنطلاقها بامريكا الشمالية إلى المستقبلين الضعفاء بيئيا بمنطقة نونافوت بالمنطقة القطبية بكندا (نيويورك: كلية كوينز (الملكات)، جامعة المدينة بنيويورك). و يخلص التقرير إلى أن: "نتائج هذه الدراسة بإختصار تؤكد على ان العمليات المناخية و البيئية التي تحمل السموم في الهواء من مصادرها المتعددة خلال طبقة الهواء الجوي و من خلال سلسلة الطعام البحري إلى الانسان هي مشكلة بحجم القارة كلها و إن لم يكن العالم بأثره" متوفرة الكترونيا على موقع NACEC <http://www.cec.org>.
[2]  روبيرتا س. برباريس، "كيمياء مادة ثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCB's)، كيمياء قد صنعها الانسان و لا يمكنه مواصلة إستخدامها،" تجدونها على الموقع التالي: http://environmentalchemistry.com/yogi/chemistry/pcb.html
[3]  موير و جونز، أسرار التجارة: تقرير بيل موير، علق د. فليب لندريجان (رئيس مجلس إدارة الطب الوقائي، بمدرسة سيناي الطبية، نيويورك) على التقرير بقوله "يوجد ثمانون ألف من  المواد الكيميائية المختلفة التي صنعاها الإنسان تم تسجيلها بوكالة الحماية البيئية (EPA) لامكانية استخداماتها التجارية. من هذه الثمانين ألف يوجد حوالي  خمسة عشرا ألفا يتم إنتاجها بالفعل كل عام بكميات كبيرة، و من هذه الخمسة عشرا ألفا يوجد حوالي 43% منها لم يتم ابدا إختبارها بشكل ملائم لمعرفة إذا ما كانت تسبب إصابات بشرية من عدمه"
[4]  فريق العمل البيئي، "أعباء جسم الإنسان: التلوث في الاطفال حديثي الولادة."
[5]  في الدراسة الالمانية التي اجريت على الفئران عام 2005 التي تم إطعامها مون (Mon) 863 (و هو نوع من الذرة المعدلة ورايثا عن طريق مونسانتو) وجدوا ان الفئران ظهر عليها مجموعة من المشاكل  الصحية تتضمن الأنيميا، و السرطان، و الفشل الكلوي و الكبدي. انظر ستيفن لندمان، "أحتمالات الخطورة الصحية للاغذية المعدلة وراثيا،" مجلة جلوبال ريسيرش (البحث  العلمي العالمي)، 22 فبراير، 2008. كما تجدونها على الموقع التالي: http://www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=8148
[6]  فيلم خريج الجامعة للمخرج مايك نيكولس.
[7]  لمزيد من المعلومات عن الابحاث العلمية المتعلقة بالبوليميرات في خمسينيات القرن العشرين انظر  الموقع التالي: http://www.americanchemistry.com/plastics/sec_learning.asp?CID=1102&DID=4256
[8]  "إعادة تدوير البلاستيك في تقدم: إحترس من الاكياس و ساعد في الحفاظ على البيئة." روزاني كولمير أديرسون، صنداي أبزيرفر (مراقب يوم الاحد)، 15 يوليو، 2007.
[9]  شانا ه. شوان، و آخرين، "إنخفاض في المسافة الشرجية التناسلية بين الذكور الرضع الذين تعرضوا للفاثالات قبل ولادتهم،" إنفايرومنتال هيلس بريسبكتيف (منظور الصحة البيئية) 113، رقم 8، (اغسطس 2005): من 1056 إلى 1061. أنظر أيضا جوليا ر. باريت، "الفاثالات و الاطفال الذكور حديثي الولادة: إحتمال تعطيل نمو الاعضاء التناسلية للإنسان،" إنفايرومنتال هيلس بريسبكتيف (منظور الصحة البيئية) 113، رقم 8، (اغسطس 2005): A542.
[10]  "وزن السلامة الكيميائية للبلاستيك،" "ميراندا هيتي، ويب إم دي، " 8  أغسطس، 2007، و تجدونها علي الرابط التالي (الذي تم دخوله في 17 ديسمبر، 2007) : http://www.ewg.org/news/plastic-chemical-safety-weighed
[11]  "بعض المواد الكيميائية مثل الدايوكسين و الفيورانات تم تخليقها عن غير قصد أثناء العمليات الصناعية التي تحتوي على الكلور و من خلال تصنيع و حرق انواع معينة من البلاستيك،" يأتي بنظافة، أعباء الجسم، تجدونها على الرابط التالي: http://www.chemicalbodyburden.org/whatisbb.htm
[12]  ملاحظات مثيرة للإهتمام: كثير من الحطام الامريكي من البلاستيك يرسل عبر البحار للتدوير.
[13]  هذه المقتطفات تم أول نشر لها تحت عنوان "PVC: ملخص الخلافات للمهندسين المعماريين،" مهندسين معماريين مدينة كاليفورنيا (arcCA)، مجلة المعهد الامريكي لمجلس كاليفورنيا للمهندسين المعماريين 05 رقم 4 (خريف عام 2005).
[14]  مجموعة المباني الصحية، "فرز الفينيل - متى يكون فينيل و ليس PVC؟" تجدونها على الموقع التالي: http://www.healthybuilding.net.
[15]  ماري بليس، "تاريخ الفينيل، والدو سيمون اخترع مادة البولي فينيل كلورايد النافعة و الملقبة PVC أو الفينيل،" تجدونها على الرابط التالي: http://inventors.about.com/od/sstartinventors/a/Vinyl.htm
[16]  مجموعة المباني الصحية، "حقائق عن PVC،" تجدونها على الموقع التالي: http://www.healthybuilding.net/pvc/facts.html
[17]  نفس المرجع السابق
[18]  "حقائق عن الفوسجين،" سجل الحقائق، مركز السيطرة على الامراض (CDC)، إدارة الصحة و الخدمات الانسانية، 2\7\2005، تجدونها على الرابط التالي: http://www.bt.cdc.gov/agenT/phosgene/basics/pdf/phosgene-facts.pdf
[19]  جوفري يورك و مايك هايلي، "الشبح الأخير: حرب فيتنام،" جلوب أند ميل، 12 يوليو، 2008.
[20]  تقنيات إيكوسمارت (الزكاء الحيوي)، "تاريخ المبيدات الحشرية: تجدونها على الموقع التالي: http://www.ecosmart.com/commercial/about/history.asp
 
[21]  وكالة حماية البيئة (EPA)، مكتب النفايات الصلبة، مسار أداء البيئة الوطنية، إدارة النفايات، عوامل التحويل و السياق لادارة النفايات، تجدونها على الموقع التالي: http://www.epa.gov/perftrac/tools/wasteman.htm
[22]  وكالة حماية البيئة (EPA)، "ما هو برنامج جرد السموم المنطلقة (TRI)، "http://www.epa.gov/tri/" (تم دخول الموقع في 19 فبراير، 2008). إدوات الدخول لمعلومات برنامج جرد السموم المنطلقة (TRI)، أنظر الموقع التالي: http://www.epa.gov/triexplorer/ و http://www.epa.gov/enviro/ و http://www.scorecard.org/ و http://www.rtknet.org/
[23]  منظمة الصحة العالمية (WHO)، "إدارة نفايات العناية الصحية، بعض المعلومات الاساسية عن نفايات العناية الصحية،" تجدونها على الرابط التالي: http://www.healthcarewaste.org/en/123_hcw_general.html
[24]  نفس المرجع السابق
[25]  خطط العمل الخاصة بالإنتاج النظيف تتطور حاليا "المصفاة الخضراء لمواد كيميائية أكثر أمانا،" http://cleanproduction.org/Home.php و التي سوف تصنف المواد الكيميائية وفقا لتأثيرها المستمر، و تراكمها الحيوي، و سميتها، و مستوى أختبار السلامة.
[26]  لمزيد من المعلومات للبعد عن الاضافات عالية الخطورة ارجع إلى روزي و لنت، "خلق فراغات أكثر أمانا و صحة: إختيار مواد تعزز العلاج" في تصميمات مستشفيات القرن الواحد و العشرين الرائدة بيئيا لمرافق و مرضى أكثر صحة، تجدونها على الموقع التالي:  http://www.healthybuilding.net/healthcare/HCWH-CHD-Designing_the_21 st Century_Hospital.

هناك 4 تعليقات: