الخميس، 26 سبتمبر 2013

الكيمياء البيئية في البشر و المباني



§         مسارات الإنتقال
لقد ألقينا نظرة على المواد و مكوناتها الكيميائية - في الواقع "سموم بدون إستخدام جوازات سفر"[1] - التي يتسبب البشر في تراكمها في البيئة من خلال الأنشطة التي يقومون بها، و الآن سوف نناقش مسارات إنتقالها، أو الوسائل التي من خلالها يتعرض جسم الانسان لهذه الملوثات فضلاً عن تعرض الكائنات الحية الاخرى المرتبطة بشبكة غذائه (شكل 6-1). و العوامل الاخرى التي لابد أن يتم أخذها في الإعتبار لفهم طبيعة مسارات الإنتقال تتضمن الاتي: شدة و نوعية التعرض للمواد الكيميائية (حاد، أو قصير، أو مزمن، أو مستمر و متكرر)، و مدى تأثيره. فكثير من السكان أكثر ضعفا من غيرهم امام التعرض للمواد الكيميائية و ذلك بسبب أمراضهم، أو مناعتهم الضعيفة، أو لانهم حوامل، أو لفقرهم الشديد، أو لإدمانهم على الكحوليات، أو تعاطيهم للمخدرات.[2] و وفقا للباحثين باستراليا فإن إنتاج العالم من المواد الكيميائية العضوية قد إرتفع من 1 مليون طن\سنة في عام 1930 إلى 250 مليون طن\سنة في عام 1985.


شكل 6-1 إنتاج العالم من المواد الكيميائية العضوية، من عام 1930 حتي عام 1985.
إن إنتاج البشر من المواد الكيميائية من المتوقع أن يتضاعف كل سبعة أو ثمانية سنوات. و يجب فهم مسارات إنتقال هذه المواد الكيميائية نظراً لأن البشر كانوا يستهدفونها في تطوير الاسلحة الكيميائية. و كان من ضمن الأساليب المستخدمة في إمتصاص جسم الإنسان للمواد الكيميائية هو عن طريق جهاز التنفس. و لذلك فإن إستنشاق نوعية معينة من الإنبعاثات الكيميائية المنطلقة من المواد المستخدمة في التشطيبات الداخلية بالمباني - مثل تشميع و طلاء الأخشاب - يمكنه التأثير على الرئة و يتسبب في تأثير طويل الامد على الأجهزة الاخرى بجسم الانسان. و التلامس المباشر وغير المباشر عن طريق الغشاء  المخاطي و الجلد يعتبر من اساليب الإنتقال الأخرى، و يمكن أن يحدث ما بين البشر و ما بين البشر و الحيوانات. و يمكن أن يحدث ذلك في المباني عن طريق إستخدام المنظفات المنزلية و الصناعية الشائعة. كما أن إبتلاع الطعام و المياه يعتبر من ضمن وسائل إنتقال المواد الكيميائية. و يمكن أيضا لمياه الصرف الصناعي أن تقوم بتلويث مياه الشرب. و التعرض للإشعاع - و هو ليس موضوع هذا الكتاب -  يعتبر من الطرق الاخرى المرتبطة بالنشاط الانساني و هو الأكثر بروزا.
يمكن ان يتم تقسيم أضرار المواد الكيميائية إلى أربعة أقسام رئيسية: مسرطنة (تتسبب في مرض السرطان)، و مشوهة (تتسبب في عيوب خلقية)، و مُضِرَة بالنمو و الصحة الإنجابية (تتسبب في نمو غير طبيعي للأجنة و تضر بالجهاز التناسلي)، و معطلات للغدد الصماء (تتدخل في وظائف الهرمونات الطبيعية).
التأثير على البشر
قام الصحفي بيل مويارس في أوائل عام 2001 (شكل 6-2) بإظهار مفهوم "العبء الكيميائي على جسم الإنسان " لجمهور المشاهدين عبر برنامجه التليفزيوني "أسرار التجارة"[3] و ذلك في الحلقة الخاصة التي تناولت دور كلاً من  إدارة الرئيس كينيدى و الرئيس جونسون. و تم تعريفه مفهوم "العبء الكيميائي على جسم الإنسان" بأنه "الكمية الإجمالية للمادة التي يحتويها جسم الإنسان."[4]
 


شكل 6-2 الصحفي بيل مويارس
و يتم تخزين بعض المواد الكيميائية بتراكمها في الدهون و العظام و لذلك تزول من الجسم ببطئ شديد. و تنتقل نوعية معينة من المواد الكيميائية - و خصوصا المواد الكيميائية السامة - إلى جسم الإنسان في الوقت التي يتعرض لها.  فأعباء المواد الكيميائية على جسم الإنسان يمكن ان يكون نتيجة للتخزين طويل الأمد أو القصير الأمد، على سبيل المثال "كمية المعادن في العظام، أو كمية المواد المحبة للدهون (ليبيفليك) مثل PCB في الانسجة الدهنية، أو كمية أول أكسيد الكربون في الدم."[5]
لقد اصبح الجمهور العام على دراية بمفهوم العبء الكيميائي على جسم الإنسان مع إذاعة تقرير بيل مويارس، و ذلك على الرغم من أن هذا التعريف كان معروف سابقاً بين علماء السموم. فلقد قام المركز القومي للصحة البيئية بمركز الوقاية و تجنب الامراض (CDC) على مدار ثلاثين عاما بالرصد الحيوي على البشر و ذلك لمعرفة جوانب التعرض للمواد السامة في البيئة. و يتضمن الرصد الحيوي قياس حجم المواد المختلفة في الدم، و البول، و حليب الأمهات، و الشعر، و الاجهزة العضوية، و الانسجة. و المواد الكيميائية التي تظهر على شكل عبء كيميائي على جسم الإنسان هي PCB's (ثنائي الفينيل متعدد الكلور، و هي مركبات الكلور المستخدمة كوسيط تبريد بالاجهزة الكهربائية)؛ و DDT (ثنائي الكلور ثنائي الفينيل ثلاثي الكلوروإيثان، و هو مبيد للآفات تم حظره في سبعينيات القرن العشرين)؛ و PBDE (إيثير ثنائي الفينيل متعدد البروم، و هو وسيلة لمنع إنتشار الحريق بمواد البناء)؛ و الدايوكسينات (يستخدم في تصنيع البولي فينيل كلورايد PVC و بعض المواد البلاستيكية الاخري و ينطلق عن حرقها في محارق النفايات)؛ و الفاثالات (مركبات بلاستيكية خاصة بالبولي فينيل كلورايد PVC، و تستخدم كذلك في مستحضرات التجميل)؛ و الترايكلوسان (وسيط مضاد للبكتريا شائع الاستخدام)؛ و الفيورانات، و المعادن، و الكلور العضوي و الفوسفات العضوي المتعلق بمبيدات الحشرات.
ثمانية أمور ينبغي على طلاب التصميم و الهندسة المعمارية أن يعلموها عن " إنتقال السموم بدون جوازات سفر"
بيل والش هو المؤسس و المنسق الوطني لشبكة المباني الصحية. و جولي سيلاس هي قانونية و باحثة و مديرة مشروع الرعاية الصحية بشبكة المباني الصحية.
بيل: فكري  في آثار إستخدام المواد و المركبات الكيميائية و نفايات المخلفات و العمليات الصناعية أثناء دورة حياة المباني. و لا تأخذي فقط في الاعتبار مدى تعرض المستخدمين لها، و لكن أيضاً جهات التصنيع و المقاوليين و عمال النظافة. و قومي بدراسة افضل المدارء التنفيذيين للشئون البيئية بالشركات الذين يضعون أهداف لإستبعاد المواد الكيميائية و المواد ذات الصلة من منتجاتهم أو من العمليات الصناعية. فالطلاب لابد أن يحددوا أياً من هذه الشركات تنفق على التغيير المستدام و أياً منها تتضمن إدارة تنفيذية جيدة. و قومي بإستخدام المبادئ الوقائية عند المقارنة بين المواد المختلفة.
جولي: إن خريجي الهندسة المعمارية لابد أن يدركوا مدى تأثير مكتبة المواد بمؤسسات الهندسة المعمارية. فهذه هي الأماكن التي يقوم مصنعون المنتجات بتسويق بضائعهم. فامناء مكتبة المواد هم اخر خط دفاع. و لديهم المقدرة على التدقيق في المواد قبل أن يتم قبولها، و بذلك يرشدون المصممون عند وضعهم للمواصفات. و هذا درس جيد في أستخدام التفكير بدورة الحياة. قم بطرح اسئلة متعلقة بالقائمين على تصنيع المنتجات! فسيؤدي ذلك إلى زيادة الوعي على مستويات متعددة. و إكشف عن المواد الكيميائية التي ليست مدرجة في سجل قائمة المواد الآمنة (MSDS). فغالبا لا يتم الكشف عن هذه المواد عند المطالبة بصيغ الملكية الفكرية. فلابد أن يصبح المصممين على إطلاع بالكيمياء الخضراء، و ينبغي على الكيميائيين الشباب أن يكتسبوا خبرات خضراء و التعرف على الآثار الصحية لتقنيات النانو - أو المواد متناهية الصغر - و وجودها في كل المواد الاستهلاكية، و مدى القصور في إختبارات السلامة  و الإعلام.[6]
يمكن أن تساهم العديد من هذه المواد الكيميائية في متلازمات مثل إضطرابات طيف التوحد، و أمراض المناعة الذاتية، وتعلم الفروق، و التي يتم أخذها في الإعتبار حاليا تحت عدسة مساهمة العوامل البيئية. و يتم مشاهدة العديد من الاثار الصحية - القابلة للقياس و "المرئية" - في إرتفاع معدلات الحساسية، و الربو، و السرطان، و نتائج إضطراب الغدد الصماء تحت تأثير المواد الكيميائية و التي تعرف بسموم الجهاز التناسلي.
التوصيات
قدمت العديد من المنظمات البيئة و الصحية و مجموعات البحث العلمي غير الهادفة للربح يد العون لجعل قضية تأثير المواد الكيميائية على البيئة أكثر وضوحاً. و قدم الكثير منهم توصيات لمراجعة التشريعات ذات الصلة بالتناغم مع المشتغلين بالابحاث الطبية.
 إن مهمة مجموعة العمل البيئي (EWG) - و هي مجموعة تتكون من فريق عمل غير هادف للربح من المهندسين، و العلماء، و الخبراء السياسيين - هي توسيع حق الجماهير في معرفة حدود إستخدام المواد الكيميائية و آثارها البيئية. و لقد أظهرت أحدى الابحاث التي قامت بتمويلها ظهور 278 من اصل 413 مادة كيميائية مستهدفة في دم الحبل السري للأطفال حديثي الولادة. و تسبب 180 مادة من أصل 287 مادة الإصابة بمرض السرطان للبشر و الحيوانات، و تتسبب 217 مادة منها بتسمم المخ و الجهاز العصبي، كما تتسبب 208 مادة منها في ظهور مشاكل في معدلات النمو.[7] و قد أوصت مجموعة العمل البيئي (EWG) بتعديل قانون الرقابة على المواد السامة لعام 1976 بحيث يصبح "قانون حقيقي للصحة العامة و البيئة" يطالب بإختبارات أكثر صرامة على المواد الكيميائية، و يطلب من جهات التصنيع توضيح مدى سلامة المواد الكيميائية التي ينتجونها، و تحظر كل المواد الكيميائية التي لم يتم إجراء إختبارات لسلامتها من السوق، و تمنح وكالة حماية البيئة الامريكية سلطة واضحة تكفل لهم المطالبة بدراسات السلامة كشرط من شروط بيع المواد الكيميائية، و يقدم حوافز لتطوير بدائل خضراء للمواد التي يستهلكها العامة و المواد الكيميائية  الصناعية.[8]
اصدرت مجموعة أعمال رصد المجتمع (CMWG) التابعة لشبكة استراليا الوطنية للسموم العديد من التوصيات التي تستهدف بشكل خاص منع تعرض الاطفال للمواد الكيميائية. و لقد تم تجميع توصياتهم في "دليل رصد أعباء المجتمع"، و هي مبادرة قامت بها الشبكة العالمية للقضاء على الملوثات العضوية المقاومة للتحلل (POP's). و تساعد مجموعة أعمال رصد المجتمع (CMWG) في تحقيق إتفاقية إستوكهولم الخاصة بالملوثات العضوية المقاومة للتحلل (POP's) لعام 2001 و ذلك "بتسهيل و تعزيز مراقبة المجتمع للملوثات العضوية المقاومة للتحلل POP's و المواد السامة الاخرى."[9] و من بين توصياتهم تقييم الأعباء الكيميائية، و إجراء الابحاث على هذه الاعباء، و تعزيز القوانين القائمة التي تنظم تحليل اخطار المواد الكيميائية قبل ان تصبح متاحة بالسوق، و تشجع إستخدام الكيمياء الخضراء و البدائل الخضراء.[10]
تغذي هذه التوصيات بشكل مباشر المفاهيم الوقائية التي اعتمدها الاتحاد الاوربي (EU) لعام 1992. و لقد تم إصدار بيان المفاهيم الوقائية في ذروة المؤتمر الذي جمع بين العلماء، و الفلاسفة، و القانونين، و النشطاء البيئيين لتطوير "منهج توقعي" خاص بالبيئة و صنع إتخاذ القرارات المتعلقة بالصحة العامة. و نتج عن "بيان إجماع ونجسبرينج على المفاهيم الوقائية" - الذي تم تسميته باسم المكان الذي تم فيه الاجتماع - الإلتزامات التالية:
ينبغي أن يتم إتخاذ الإجراءات الوقائية عندما يشكل نشاط ما تهديد بصحة الانسان أو البيئة، حتى و إن كانت علاقات الاسباب و الآثار غير ثابتة علمياً بالكامل. و في هذا السياق فإن انصار ذلك النشاط - بدلا من العامة - ينبغي ان يتحملوا عبء ذلك الإثبات. و عملية تطبيق المفاهيم الوقائية لابد ان تكون شفافة و نزيهة و ديمقراطية و لابد ان تتضمن بشدة الجماعات المتأثرة بذلك النشاط. و لابد ايضا ان تتضمن دراسة مجموعة كاملة من البدائل بما فيها بديل عدم اتخاذ إجراء.[11]
و مثال صريح من امثلة المفاهيم الوقائية على المستوى العالمي هو إتفاقية ستوكهولم الخاصة بالملوثات العضوية المقاومة للتحلل (POP's) التي تم عقدها في عام 2001 و نتج عنها معاهدة حفزت المجهود الدولي "للتخلص التدريجي من المواد الكيميائية الضارة المستمرة بالبيئة و التي يمكنها الانتقال حول العالم. القائمة المبدئية بالمعاهدة تستهدف 12 مادة كيميائية تتضمن تسعة مبيدات للآفات من نوع الكلور العضوي، و كل التي تم حظرها بالولايات المتحدة الامريكية."[12]
في يوليو من عام 2003 اصبحت سان فرانسيسكو أول مدينة بالولايات المتحدة الامريكية تستخدم المفاهيم الوقائية كأساس لسياساتها البيئية. و منذ ذلك الحين فإن العديد من البلديات الاخرى و الوكالات الامريكية قد اعتمدت هذه المفاهيم بشكل كلي أو جزئي برغم حقيقة ان العديد من مصانع و شركات المواد الكيميائية التجارية مستمرة في معارضتها (شكل 6-3).
 
شكل 6-3 المناشدة بتطبيق المفاهيم الوقائية.
المواد الكيميائية و الملوثات الناتجة عن قطاع التشييد و البناء
إن مصادر، و وسائل إنتقال، و آثار المواد الكيميائية على صحة الانسان و البيئة معروفة جيدا. و كثيراً من هذه المصادر هي المواد المستخدمة في المباني ، و التي يتسبب إنطلاق المواد الكيميائية منها داخل المباني في العديد من الآثار الصحية.
نظراً لاننا نقضي معظم وقتنا داخل المباني[13] (حوالي 90%)، فوجود هذه المواد الكيميائية داخلها له شأن خاص. و غالباً المباني الحديثة مغلقة بإحكام ضد انتقال الصوت، و تساعد على ترشيد إستهلاك الطاقة. و إنطلاق المواد الكيميائية من مواد البناء بالاضافة إلى إحكام الغلق يتسبب في المساهمة في العبء الكيميائي الكلي بالمبنى و الذي يظهر في أجسامنا، و يتضمن ذلك المركبات العضوية المتطايرة (VOC's) و الملوثات الخطيرة المحمولة في الهواء (HAP's)[14] (شكل 6-4).


شكل 6-4 كتيب تعليمي من أدارة الحماية البيئية بمدينة هونج كونج، يوضح الخطوط العريضة لإرتباط  VOC's بالضباب الدخاني.
 إن المواد العضوية المتطايرة تتبخر بسرعة و وجودها في الهواء يزول مع الوقت. و البنزين و التوليوين من امثلة المركبات العضوية المتطايرة (VOC's). أما المركبات العضوية نصف المتطايرة (SVOC's) - على عكس المركبات العضوية المتطايرة (VOC's) التي إنبعاثاتها سريعة - تنطلق ببطئ على مدار فترة زمنية طويلة. و من امثلة المركبات العضوية نصف المتطايرة (SVOC's) الفاثالات، و اللدائن المستخدمة في صناعة مادة البولي فينيل كلورايد (PVC)، و مثبطات اللهب المهلجنة (HFR's). و هذه المواد لها شأن خاص لانها تتفاعل مع الجزيئات العالقة و الاتربة و تخلق نظام توصيل فعال. و المركبات العضوية المتطايرة (VOC's) غالبا ما تكون سلائف لمواد كيميائية أخرى وجودها ليس جزء من عملية صناعة مواد البناء.
بالاضافة إلى المركبات العضوية المتطايرة و نصف المتطايرة (VOC's and SVOC's) و من بين ثمانين مادة كيميائية ذات الشأن فإن المنشغلين بقطاع التشييد و البناء ينبغي أن يكونوا على علم بالتصنيفات التالية:
·         السموم المتراكمة حيويا المقاومة للتحلل (PBT's): فبعض هذه السموم هي مواد كيميائية تندرج تحت فئة من السموم تعرف بالإختصار (CMRTN's) و هي مسرطنة، و مطفرة، و تسمم الجهاز التناسلي، و تسمم الجهاز العصبي، و تخل بعمل الغدد الصماء. أما المعادن الثقيلة و التي تشمل الرصاص و الزئبق و القصدير العضوي فهي أمثلة للسموم المتراكمة حيويا المقاومة للتحلل (PBT's).
·         الملوثات العضوية المقاومة للتحلل (POP's) و هي قائمة جزئية من السموم المتراكمة حيويا المقاومة للتحلل (PBT's) و تتضمن الفارانات، و الديوكسينات، و ثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCB's).
نحن - كمحترفين مستقبليين للمباني الخضراء - في حاجة لان نكون مدركين تحديداً للسموم المتراكمة حيويا و الملوثات العضوية المقاومة للتحلل (PBT's and POP's) الموجودة في مواد البناء و تشمل الأتي:
·         مخلفات و سلائف مواد مثل البولي فينيل كلورايد (PVC) و البلاستيكات الاخرى - على سبيل المثال، الفاثالات بالأرضيات، و المطاط، و المواد المطاوعة الاخرى.
·         مثبطات اللهب المبرومة (BFR) و متعدد البروم ثنائية الفينيل إيثير (PBDE) بالاثاث.
·         المعادن، والرصاص، و مركبات الكروم بالدهانات، و الطلاء، و الاحبار، و البلاستيكات.
·         البسفينول-أ المتواجد في الطلاء و الدهانات(و هي متواجدة أيضا في بطانات العلب المتستخدمة في حفظ المواد الغذائية).[15]
·         مثبطات اللهب المهلجنة و خصوصا الكلور و بعض الهالوجينات المبرومة المستخدمة في الاسلاك و نسيج التنجيد.
·         الكربون المشبع بالفلور (PFC's) المستخدم كوسيط تبريد.
·         الزرنيخ، وهو الان تم حظره من عملية علاج وقاية الأخشاب.
إن أثار رداءة الجو الداخلي للمباني (IAQ) على صحة الانسان بسبب المواد الكيميائية الموجودة في مواد البناء ربما لم يتم إثباتها لفترة طويلة في حين ان مواد اخرى تم إثبات ضررها بسرعة نسبية.
توجد ثلاثة حالات ترتبط عادة بالمباني و هي أمراض المباني المتلازمة (SBS)، و الامراض المتعلقة بالمباني (BRI)، و حساسية تعدد المواد الكيميائية (MCS) (شكل6-5).
 
 
شكل 6-5 تكاثر الفطريات في المباني مسببة لبعض الامراض و تتطلب معالجة مهنية. 

إحصائيات الربو، و الحساسية، و السرطان
·         يتسبب الربو سنويا في فقد حوالي 24.5 مليون يوم عمل للبالغين. فحوالي 20 مليون أمريكي مصابين بالربو.i
·         إرتفعت معدلات الاصابة بالربو لدى الاطفال تحت سن الخامسة لاكثر من 160% في المدة من عام 1980 حتى عام 1994. ii
·         يصاب بالربو والحساسية أمريكي واحد من اصل أربعة أمريكيين.iii
·         يقدر المعهد القومي للسرطان (NCI) ان حالات الاصابة بالسرطان يمكن ان يتم تخفيضها لاكثر من 80% إلى 90% إذا تم معالجة المسببات البيئية مثل التبغ، و الكحوليات، و الحميات الغذائية، فضلا عن الإشعاع، و الوسائط حاملة الامراض، و المواد الموجودة في الهواء، و الماء، و التراب.iv
i الجمعية الامريكية للرئة، وحدة الإحصاء و علم الأوبئة، برامج الخدمة و الابحاث، معدلات الاصابة بالامراض و الوفيات لمرض الربو (واشنطن العاصمة: الجمعية الأمريكية للرئة، مايو 2005)
ii ديفيد م. مانينو، و ديفيد م. هوما، و كارول أ. برتويسكي، و آنيتي آشيزاوا، و ليه ل. نيكسون، و آخرون، "مراقبة مرض الربو بالولايات المتحدة الأمريكية، في الفترة من عام 1960 إلى عام 1995,"التقرير الاسبوعي لنسبة الامراض و الوفيات رقم 47 (SS-1) (1998): 1-28.
iii مركز السيطرة على الامراض (CDC)، حقائق سريعة من الألف إلى الياء. إحصاءات حيوية متعلقة بالصحة (أطلانطا، GA: CDC، 2003).
iv المعهد القومي للسرطان (NCI): http://www.cancer.gov
 
تتواجد أمراض المباني المتلازمة (SBS) بظهور أعراض رشح الانف - تهيج في الغشاء المخاطي - في البيئة الداخلية للمبنى، و تختفي بإختفاء الأشخاص المصابين بالمبنى. أما الامراض المتعلقة بالمباني (BRI) فتظهر عندما يكون هناك إرتباط مباشر بين التأثير الدائم على الصحة و التعرض للمواد الكيميائية بالبيئة الداخلية للمبنى. اما تعريف أو مدى تواجد تعدد المواد الكيميائية (MCS) فهو مسار جدال. و عموما فإن تعدد المواد الكيميائية (MCS) يسببه العديد من المواد الكيميائية ببيئتنا و التي تأتي من مواد البناء، و مبيدات الآفات، و المنتجات البترولية و تمتد من الغازات، و مستحضرات التجميل، و المزيبات، و المعدات المكتبية. و يؤثر تعدد المواد الكيميائية (MCS) على أكثر من جهاز عضوي و يحدث عند التعرض لمستوايات منخفضة من المواد الكيميائية. (في فصل لاحق سوف نناقش جودة البيئة الداخلية بمزيد من التفصيل).
مجالات ننصح المصممين بالتركيز عليها
A.       مواد البناء الخاصة بالتغليف:
·         المحارة، و الزجاج، و عوازل الرطوبة، و العوازل الحرارية، و الإطارات.
B.       التشطيبات الداخلية:
·         السجاد
·         الطلاء و الدهانات
·         المواد اللاصقة و التشميع
·         مصادر الفورمالدهايد: بلاط الاسقف، و الخشب المركب
·         نسيج المفروشات و الأثاث.
·         المواد التي تحتوى على البولي فينيل كلورايد مثل العوازل الصوتية للأرضيات و تغطية الحوائط
C.       منتجات الصيانة و التنظيف
§         أنظمة المباني: هيا بنا نصلحها
كيف يمكننا أن نساعد في خلق اماكن صحية نعيش و نعمل و نلعب فيها بدون المقدرة على ضبط العمليات الصناعية و المواد الخام عند مصادر تصنيعها؟ إن الاجابة عن هذا  التساؤل هو أحدى الأمثلة التي توضح كيفية إتخاذ الإستدامة تحت عباءة النشاط الإجتماعي. و إننا - كمهندسين معماريين - مسئولين عن التصميم وفقا لمعايير منصوص عليها من العيش الآمن و الرعاية المسئولة. فمسئوليتنا لا تنتهي عند تصميم منشئات مقاومة للزلازل أو التخطيط لعدد مناسب من مخارج الطوارئ. و تتسع مسئولياتنا - تحت معايير رعاية السلامة - لتتضمن جودة البيئة الداخلية (IEQ)، و تمتد إلى صحة المتواجدين بالمبنى. و هذا يوفر فرصة ممتازة لضم المفاهيم الوقائية داخل ممارساتنا للهندسة المعمارية. و القائمة تتضمن المجالات التي لنا القدرة على تحسينها بيئيا و صحيا بتصميم، و توصيف ، و تركيب مسئول.  
(مواد التشطيبات الداخلية سوف نتناولها بمزيد من التفصيل في الفصول اللاحقة.)
أنظمة المباني: مساعدة أم تأمين؟
إن توفير بيئة حرارية مريحة من خلال التحكم في الرطوبة، و التدفئة، و التبريد يعتبر من بعض أهداف انظمة المباني. و لقد تم تناول قضية ترشيد إستهلاك الطاقة كثيراً و بطرق مختلفة خلال العقود القليلة الماضية في حين أن تناول الآثار الصحية المتعلقة بالتدفئة، و التهوية، و أنظمة تكييف الهواء (HVAC) لم يحظى بنفس القدر من الإهتمام. و لأن هذا الفصل يركز على دراسة المواد الكيميائية في البيئة فإننا سوف نناقش هذه الشريحة بالإضافة إلى أنظمة المباني. و رغم أننا غالبا ما نلقي أسباب دخول و تدوير الملوثات الداخلية على المباني إلا أن انظمة المباني ربما تكون أيضا "عامل مساعد" في ظهور تلك المشكلة. و بناء عليه، فإننا لابد أن نتعامل مع مشكلة دخول الملوثات أو الجسيمات العالقة داخل المبنى - من خلال أي مسار - إما بتخفيفها أو بمنعها من الوصول لأنظمة المباني. فعلى سبيل المثال دراسة تدوير الهواء السيئ خلال رحلة طيران تكشف عن هواء محبوس يعاد استنشاقه بصفة متكررة جنبا إلى جنب للتعرض للعطور و لمستحضرات العناية الشخصية الخاصة بالركاب، و مواد تنظيف الخطوط الجوية، و مخلفات حرق وقود المحرك.
إن الانظمة الميكانيكية يمكنها التأثير على جودة الهواء الداخلي عن طريق وسائل مختلفة:
·         التهوية: التهوية الطبيعية، او الذاتية، او بإستخدام أنظمة ميكانيكية موضوع حيوي به كثير من المتغيرات. و هي تأخذ في الإعتبار الاتي: جودة الهواء الخارجي الذي تؤثر فيه مصادر التلوث - مرور السيارات، أو المصانع المحلية، أو العمليات الصناعية - و مواضع مآخذ و مخارج الهواء (شكل 6-6)، و الظروف المناخية، و تبديل الهواء اللازم للصحة و الراحة. فمعدلات تبديل الهواء وفقا للكود قد تكون منخفضة، و لكن البيئة النظيفة مثل المستشفيات و المعامل ينبغي أن يكون معدل تبديل الهواء فيها أكثر إرتفاعا. و تتضمن بعض إستراتيجيات التهوية استخدام مرشحات هواء عالية الكفاءة لحجز الجسيمات العالقة بالهواء الخارجي بفاعلية. و ينبغي ان يتم عزل مساحات تخزين الكيماويات أو الجراجات عن المساحات المشغولة بالمبنى عن طريق انظمة تهوية منفصلة.
شكل 6-6 مآخذ الإمداد بالهواء لا ينبغي أن يتم وضعها بالقرب من مصادر التلوث المحمولة بالهواء.
·         أنظمة التدفئة: هذه الانظمة اكثر فاعلية عندما يكون غلاف المبنى محكم الغلق و معزول حراريا، و مع ذلك فهذا يوضح كيف أنه تم على حساب جودة الهواء الداخلي (IAQ) بعد أزمة الطاقة في سبعينيات القرن العشرين. فعلى سبيل المثال إذا لم يتم ضبط درجات حرارة و رطوبة انظمة التدفئة ضبطا صحيحا فيمكن أن يؤدي ذلك إلى تكاثر العفن و الجراثيم. فمن المهم إستدعاء المهندسين الميكانيكين لضبط و اختبار و تشغيل انظمة التدفئة بالمباني.
·         التبريد و التكييف: التبريد بالأنظمة الميكانيكية كان موضوع كثير من التنظيمات خلال السنوات السابقة. و لقد تم حذر وسائط التبريد من نوع كلورو فلورو كاربون (CFC) الذي كان شائع الاستخدام و الذي أثر على طبقة الآوزون. فضلا عن أن وسيط التبريد من نوع هيدرو كلورو فلورو كربون (HCFC) يتم الآن التخلص منه تدريجيا. و مصنعين انظمة التدفئة و التهوية و تكييف الهواء (HVAC) سوف يستوعبون بدائل وسائط التبريد بالأسواق بشكل متزايد. و نمو العفن بسبب الرطوبة المصاحبة للتكييف هي الاخرى مصدر قلق كما هو الحال مع انظمة التدفئة و الترطيب.
الأعمال الصحية: الإمداد بالمياة، والمعالجة، و الترشيح
إن إحتياجات المباني من المياه متعددة و تتغير طبقا لمكان و نوع المبنى، و تتضمن مياه الشرب، و الإستحمام، و التنظيف (الشخصى، أو الادوات المنزلية، أو للتشييد نفسه)، و للزراعة، و الري، و إحتياجات الاجهزة الصحية من المياه. و كل نوع من هذه الاحتياجات له قدرة في التأثير على صحة الانسان، و أياً منهم يستوجب التدقيق على مستويين: تخفيف المواد الكيماوية في مياه التغذية و دخول مياه نظيفة داخل المباني (شكل 6-7).


شكل 6-7 مصادر التلوث المحتملة التي لها تأثير على جودة المياه
 
هذه  الإحتياجات ينبغي ان يتم التفكير فيها بشكل متكامل. و من بين العديد من الاعتبارات الكلية المحيطة بإستخدام المياه بالمباني هي كالآتي:
·         التغذية: تغذية المياه من البلدية أو من مصدر ريفي بالموقع و تدويرها بإستخدام نظام ملائم من الأنابيب هو مصدر إهتمامنا الرئيسي. فقانون سلامة مياه الشرب (SDWA، الذي تم تشريعه في سنة 1974) يوجب أن تقوم و كالة حماية البيئة (EPA) بإنشاء لوائح لحماية صحة الانسان من التلوث الموجودة في مياه الشرب. و قامت وكالة حماية البيئة (EPA) - تحت سلطة قانون سلامة مياه الشرب (SDWA) - بوضع المعايير القومية لمياه الشرب، و خلقت نظام مشترك بين الحكومة الاتحادية و الولايات لضمان الإمتثال لهذه المعايير. كما تقوم و كالة حماية البيئة (EPA) بتنظيم عمليات حقن النفايات السائلة تحت الارض - تحت مظلة قانون سلامة مياه الشرب SDWA - لحماية موارد مياه الشرب الجوفية.[16]
·         الجودة: جودة مياه الشرب تتأثر بإحتياجها لإزالة الجسيمات العالقة، و البكتريا، و الملوثات من المصادر الخاصة بتغذية المياه. فالمواد الكيميائية مثل الكلور - التي قد تم استخدامها للتفاعل مع هذه البكتريا - خلقت مجموعة من المشاكل الاخرى. و تختلف مصادر المياه و الطرق المستخدمة لمعالجة المياه بين البلديات و بعضها البعض. و المناطق النائية غالبا ما تعتمد على مياه الآبار التي - كما شاهدنا - يمكن أن تكون النقطة  النهائية في طريق هجرة عدد من المواد الكيميائية البيئية.
 

·         المعالجة: معالجة المياه لإعادة إستخدامها من خلال تقنيات الموقع أو الأنظمة الطبيعية هي قضية اخرى من قضايا التغذية بالمياه و إعادة الإستخدامها و لها تأثير ملحوظ على الصحة. و مفهوم معالجة المياه بالموقع ليست قضية جديدة. فخزانات التفسخ الفرنسية كانت موجودة في أواخر القرن الثامن عشر. و بالاضافة إلى خزان التفسخ فإن عملية المعالجة يمكن ان تتم طبيعيا (بالإبتلاع الحيوي) أو الميكانيكي (بأنظمة المباني المتكاملة أو أنظمة معالجة المياه السوداء - مصطلح يشير إلى مياه صرف دورات المياه المنزلية)، و يتم إستخدام المياه التي تمت معالجتها إما في الري، أو دفق الاجهزة الصحية، أو تصريفها إلى شبكة  الصرف العمومية و بدورها إلى محطات معالجة المياه الخاصة بالبلدية. و إنشاء أرض رطبة أو منظومة ترشيح من الصخور تعتبر من الوسائل الأخرى المستخدمة لمعالجة المياه. و يوجد نوعين من وسائل المعالجة إحداهما للمياه السوداء و الأخرى للرمادية - المصطلح الأخير يشير إلى مياه صرف غسالات الملابس المنزلية، أو غسالات  الاطباق، أو مياه الاستحمام. و حتى الان فإن كلا النوعين من المعالجة داخل الموقع لم تؤدي إلى مياه صالحة للشرب.
ما هي إحتمالات تأثير معالجة المياه داخل الموقع على صحة الانسان؟ فينبغى أن لا تكون خزانات المعالجة، و الامتصاص أو حقول النثر، و بحيرات و برك الترويق، و المراحيض، و دورات مياه التسميد قريبة من مصادر مياه الشرب، او تواجه خطر التعرض للقوارض أو الحشرات الاخرى التي يمكنها نقل الامراض. و ذلك لأن الامراض المعوية تنتقل بالمياه.
لا يوجد شك في أن مياه الصرف ستكون في المستقبل مصدر من مصادر مياه الشرب. كما ان هناك إعتبار آخر هام مرتبط بمعالجة مياه الصرف الحالية على مستوى البنية التحتية يتمثل في أن تقنيات معالجة مياه الصرف لم يتم تصميمها حتى الآن لإزالة أكثر من 126 مادة كيميائية منشؤها هو استخدامنا المتوسط لعشرة من منتجات النظافة الشخصية كل يوم. فقد كشفت دراسة كيميائية تمت في عام 2007 أن البسفينول-أ، و الفاثالات، و الترايكلوسان (الموجود في الصابون المضاد للبكتريا) هم ثلاثة مواد تسبب إضطرابات في الغدد الصماء وجدت في المياه التي يتم صرفها في حوض سان فرانسيسكو.[17] و من بين هذه الاشياء نجد الجلاكسولايد و هو مزيل لرائحة العرق الذي يتراكم حيويا في انسجة الجسم و حليب الامهات و الذي تم أكتشاف انه يسبب إضراب في الغدد الصماء على حيوانات الاختبار.[18] فينبغي ان يكون مصمم المباني الخضراء على دراية بجودة المياه و ما يتعلق بطرق معالجتها عند النظر في المواد الكيميائية الموجودة في البيئة.
الترشيح: قم بترشيح المياه عند نقط الإستخدام. فبصرف النظر عن مصدر المياه في المباني فإنها في حاجة إلى النقل و و التسليم مع الاخذ في الإعتبار القضايا المتعلقة بالصحة. و تتضمن الاعتبارات أنابيب النقل، و وسائل المعالجة (إذا كانت ضرورية)، و وسائل الترشيح عند الصنبور. و المواد المستخدمة في صناعة الأنابيب هي مصدر جدل قائم. فهل ينبغي تشجيع إستخدام المواسير النحاسية التي يتم تصنيعها بإستخدام معدلات كبيرة من الطاقة و المياه؟ أو هل ينبغي أن يتم تصنيع انابيب مياه الشرب من مادة البولي فينيل كلورايد (PVC)؟ كما أن الترشيح عند الصنبور يمكن ان يتم من خلال انواع كثيرة من التقنيات أو أي نوع من انواع المرشحات التجارية المتاحة، و ذلك على الرغم من انها لا تخلو من الجدل.
نقول مرة أخرى بأن بؤرة اهتمام هذا الكتاب ليست الدراسة المتعمقة لأنظمة المباني و لكن إلقاء نظرة عامة عليها. فالإلمام بالمفاهيم و معرفة ان كل انظمة المباني في حاجة إلى أن يتم اخذها في الاعتبار بشكل كلي هو شئ قيم. ففي حالة تسليم، و تدوير، و معالجة، و إدارة المياه فإن تلك المعرفة سوف على الاقل تتطلب من المصمم ان يخطط و هو يأخذ في الاعتبار انظمة المباني المتكاملة. فكل انظمة المباني لابد من تصميمها من اجل تخفيف المواد الكيميائية عند نقطة التسليم، و التدوير، و الاستخدام. و كما هو الحال في معظم تقنيات الانظمة فمن الحكمة إشراك الميكانيكين، و الكهربائيين، و مهندسين الاعمال الصحية، و مهندسين التخضير، الذين هم متخصصين في الانظمة المتكاملة  و افكارها.
§         المواد الكيميائية الخضراء و مواد البناء
وجوب وضع بدائل خضراء للمواد الكيميائية الصناعية توجد في أعلى قائمة توصيات الفرق البحثية مثل فريق العمل البيئي و شبكة المباني الصحية من بين الفرق البحثية الأخرى. و يكتسب مجال "الكيمياء  الخضراء" رواجا كرد فعل على مثل تلك التوصيات.  و ذلك له معنى لدى الكثير من اللاعبين في عالم المباني الخضراء فضلا عن المنشغلين بصناعة المباني التقليدية. فعلى سبيل المثال نظرا للمواد الصحية الداخلية المصنوعة من عمليات الكيمياء الخضراء، فإن المصممين و المقاولين سوف يكون لديهم ادوات يستطيعون من خلالها تصميم فراغات داخلية صحية.
رغم أن الكيمياء الخضراء تم دمجها الان في فقط المناهج الجامعية، إلا أن مفهوم الكيمياء الخضراء نشأ في أواخر تسعينيات القرن العشرين بمساعدة نشر الكتاب الرائد "الكيمياء الخضراء: النظرية و التطبيق،"  لبول ت. أناستاس و جون س. ورنر.[19] و التعريف الرسمي للكيمياء الخضراء هو "تصميم منتجات و عمليات كيميائية تحد من أو تقضى على إستخدام أو توليد مواد خطيرة."[20] و مهمة الكيمياء الخضراء هي "توجية المؤسسات لأخلاق و علوم الوقاية."[21] و نقول مرة أخرى أن مثالية المفاهيم الوقائية قد دخلت في اللعبة. و كما هو الحال مع مهمة التصدي للتغيرات المناخية، فإن الحوافز التي تسرع من الابتكارات و التقنيات في ذلك المجال الحديث نسبيا يمكنه أن يتسبب في تعبئة واسعة النطاق فضلا عن خلق فرص عمل جديدة.
إن بدائل مواد البناء الأكثر إخضرارا و الاقل مساسا بالصحة و التي تحتوى على سموم يتم توجيهها بمفاهيم الكيمياء الخضراء. (تم تلخيصها في الشريط الجانبي). و ما يهم الطلاب هو الاشارة إلى "تصميم" المواد و العمليات الكيميائية، و لكن ينبغى أن يتم ملاحظة أن المفهوم الاخير يستدعي الوقاية من الحوادث و إحتمالات أنطلاق المواد الكيميائية إلى البيئة.
يتفق كثير من الممارسين على أن مستقبل تصميم المباني الصحية يكمن في تصميم منشئات الرعاية الصحية.
مفاهيم الكيمياء الخضراء
1.      منع النفايات بدلا من معالجتها أو تنظيفها.
2.      تحقيق أقصى قدر من اقتصاديات العمليات الكيميائية لتجنب أهدار المواد.
3.      تصميم مواد كيميائية صناعية أقل خطورة.
4.      تصميم مواد كيميائية و منتجات أكثر أمنا و اداء لوظيفتها.
5.      إستخدام مزيبات و ظروف تفاعل أكثر أمانا.
6.      الزيادة من ترشيد إستهلاك الطاقة بإستخدام درجات حرارة و ضغط الجو.
7.      إستخدام المخزون المتجددة وليس المستنفذ (إستخدام النفايات الزراعية بدلا من مخزون الوقود الاحفورى).
8.      تجنب المشتقات الكيميائية التي تستخدم كواشف إضافية و تولد نفايات.
9.      إستخدم المحفزات و ليس الكواشف المكافئة لتقليل  النفايات.
10.  قم بتصميم مواد كيميائية و منتجات تتحلل بعد الاستخدام.
11.  قم بإستخدام التحليل الزمنى لمنع التلوث و مخلفاته.
12.  قلل من إحتمالية الحوادث: صمم المواد الكيميائية و أشكالها (الصلبة، و السائلة، و الغازية) لتقليل إحتمالية الحوادث الكيميائية و تتضمن المفرقعات، و اللهب، و إنطلاقها إلى البيئة.[22]
إن تصميم منشئات الرعاية الصحية تحدد الإتجاه نحو الابتكار و التصميم الأخضر المتكامل للمباني. قد يكون لدى فرق التصميم لمشاريع الرعاية الصحية مستوى عالي من الإدراك عن تأثير أدوات مهنتهم - مواد البناء. فالرأي السائد لمصممين الرعاية الصحية هو ان الناس الذين يدخلون المستشفيات رغبة في التخلص من أمراضهم أو وعكاتهم ينبغي أن لا يتعرضوا لمواد البناء التي لها المقدرة على التسبب في الاضرار بصحتهم.
إن الورقة البحثية الحديثة لشبكة المباني الصحية و الرعاية الصحية التي تخلو من الأضرار و التي بعنوان "مستقبل نسيج مباني الرعاية الصحية" غنية و مصدر علمي يشرح التأثيرات واسعة النطاق للمواد الكيميائية لنسيج المفروشات الداخلية بالمباني.[23] و بشكل حزين أو غير حزين - و هذا يعتمد على وجهة نظرك - فهذا التقرير ينطبق على المواد الكيميائية المثيرة للقلق في كثير من منتجات المباني. و إذا لم يقم الطالب بقراءة أي مستند آخر تم الاستشهاد به في هذا الفصل إلا ذلك التقرير، فسوف يتوفر له استكشاف شامل للمواد الكيميائية بمواد البناء و تاثيراتها.
ربما قد تكون تكهنت حتى الآن بأن المصممين في العصر الاخضر قد أُلقي على عاتقهم مسئولية مهمة و كبيرة. فنحن لسنا فقط في حاجة لمعرفة السلامة الهيكلية للمباني، و الأنظمة الميكانيكية، و معدلات التهوية المناسبة، و كتابة العقود، و الجدول الزمني لعملية البناء، و المصاريف، ولكننا في حاجة أيضاً لان يكون لدينا الادراك بوجود المواد الكيميائية بالبيئة، و كيفية التوصيف الذكي للمواد، وأن نكون واثقين من ان الفراغات التي نخلقها لا تشكل إضافة ملحوظة لالعبء الكيميائي على جسد الإنسان. و بشكل واضح فإن البتروكيماويات و المواد الكيميائية الصناعية موجودة في كل مكان في حياتنا اليومية.


 
شكل 6-8 فيض مجال الاشعة الكهرومغناطيسية (EMW).


في الحقيقة، إن المواد الكيميائية لا ينبغي بالضرورة أن يكون لها مفهوم سلبي. و لا يشك أحد في ان التقدم التقنى الذي يتمتع به الإبتكار الكيميائي حاسم في تعزيز القدرة التنافسية بالسوق الضيقة، و يحسن معايير الامان، و مستوى المعيشة، و الوقاية من الامراض، لا سيما في الدول النامية. و لكن الاختبارات الاكثر كفاءة، و الضوابط الاكثر صرامة، و الزيادة في الشفافية من الضرورات اللازمة لتثقيف سكان واثقين إلى حد كبير بالعناصر المدرجة بمواد البناء ، و المنتجات، و التشطيبات الخاصة بهم ، بالإضافة إلى الطعام و الشراب و الهواء. و حتى ذلك الحين فإن مصممين المباني الذين تخرجوا من مدرسة تهتم بالمباني الخضراء في حاجة لان يلقوا نظرة عن كثب على المواد التي يستخدمونها في تصميم المباني. و من واجبنا القيام بذلك بسبب الممارسة المعمارية و معايير الرعاية.

سوف نلقي نظرة في فصل لاحق على أساليب قطع الطرق على ممارسات الإخضرار التي تقوم بها الشركات المصنعة و طرح أسئلة ذات الصلة للمساعدة في هذه العملية.

تمارين

1.       المفاهيم الوقائية تبدأ مع بيان معتقدات، بما فيها ذلك البيان، "نحن نعتقد أن هناك دليل دامغ بأن الضرر الذي لحق بالبشر و البيئة في جميع انحاء العالم هو من الضخامة و الخطورة التي تستلزم مفاهيم جديدة لإجراء الأنشطة البشرية" (من "بيان ونجسبرينج المتعلق بالمفهوم الوقائي"). و من المرجح ان موضوع المواد الكيميائية بمواد البناء - مصحوبة بالحاجة لتنظيم الإنبعاثات الكربونية - ستصبح مستقبل تقنيات المباني الخضراء. قم بالبحث عن الشركات المصنعة لثلاثة منتجات مباني مختلفة (العوازل، و الطلاء، و الدواليب الخشبية على سبيل المثال) و حدد إيهم قام بوضع مفهوم الوقاية في سياسات شركته.

2.       قد تم إعطاء مزيد من الإهتمام، و الجدل، و الخلاف في السنوات الاخيرة حول المجال الكهرومغناطيسي (EMF) (شكل 6-8). و دراسة من الدراسات الاولى وجدت إرتباط بين حالات لوكيميا الاطفال و قربهم من خطوط ضغط الكهرباء العالي.[24] هل من الممكن تصميم طريقة للحماية من أو تجنب المجال الكهرومغناطيسي (EMF) داخل المباني الخضراء؟ و إلى أي مدى يمكن للواحد إعتبار ان تلك المجهودات التصميمية تمثل تقنيات تصميم حقيقية؟

§         المصادر

خطيئة المواد الكيميائية: ميراث السموم. 1999. جويني ليونز. ساري، UK: الإعتماد المالي للمملكة المتحدة الخاص بلحياة البرية بالعالم. 1999.

مستقبلنا المنهوب: هل نهدد خصوبتنا، و ذكائنا، و بقائنا؟ - قصة بوليسية علمية. 1977. ثيو كولبورن، و دياني دومانوسكي، و جون بيترسون مايرز. نيو يورك: بنجوين جروب (مجموعة البطريق).

أسرار التجارة: تقرير بيل مويرز. 2001. بيل مويرز و شيري جونز. نيو يورك: تليفزيون الشئون العامة، بالإشتراك مع جمعية واشنطن للإعلام، تقديم الثالث عشر \ WNET نيو يورك. http://www.pbs.org/tradesecrets.

مراكز السيطرة و الوقاية من الامراض (CDC). 2005. التقرير القومي الثالث لتعرض الانسان للمواد الكيميائية البيئية. أطلانطا, GA: CDC.

"التهديد الخفي لتقنيات النانو: علوم صغيرة لها عواقب كبيرة." 2007. جنيفر ساس. ورقة قضية NRDC. نيو يورك: مجلس دفاع الموارد الطبيعية، http://www.nrdc.org/health/science/nano/nano.pdf

رعاية صحية بدون اضرار، تحالف عالمي مؤلف من 473 منظمة من اكثر من خمسين دولة يعملون من اجل حماية الصحة بالحد من الملوثات في قطاع الرعاية الصحية، http://www.noharm.org/

شبكة المباني الصحية، http://www.healthybuilding.net

جونثر، و روبن، و جيل فيتوري. 2007. هندسة معمارية مستدامة للرعاية الصحية. هوبكن، NJ: جون ويلي & سونز (أبناءه).

بروتوكول كارتاجينا للسلامة الحيوية، http://www.cbd.int (2000).

إتفاقية ماستريخت بالاتحاد الأوروبي، 21 سبتمبر، 1994، 31 ILM 247، 285-86.

إعلان وزاري يدعو إلى تقليل التلوث، 25 نوفمبر، 1987، 27 ILM 835.

بروتوكول مونتريال للمواد التي تستنفذ طبقة الأوزون، 16 سبتمبر، 1987، 26 ILM 1541.

معاهدة إستوكهولم للملوثات العضوية المقاومة للتحلل، http://chm.pops.int/default.aspx (2000).


[1]  شبكة السموم القومية، http://www.oztoxics.org/ntn/lobby.html.
[2]  إدارة الصحة بولاية نيو يورك، http://www.health.state.ny.us
[3]  أسرار التجارة، موير و جونس، http://www.pbs.org/tradesecrets/، (تم دخول الموقع في 1 يناير 2009)
[4]  الحقائق الخضراء: حقائق عن الصحة و البيئة (منظمة بلجيكية غير هادفة للربح تأسست عام 2001)، قائمة المصطلحات، http://www.greenfacts.org/glossary/abc/body-burden.htm
[5]  الحقائق الخضراء: حقائق عن الصحة و البيئة (منظمة بلجيكية غير هادفة للربح تأسست عام 2001)، ،http://www.greenfacts.org/glossary/abc/body-burden.htm، قائمة مصطلحات الوكالة الامريكية لحماية البيئة (EPA) الخاصة بالرعاية الصحية، http://www.epa.gov/ttn/atw/hlthef/hapsec1.html، لقائمة المواد الكيميائية و آثارها: مشروع التسمم البشري، مجموعة العمل البيئي، http://www.bodyburden.org
[6]  "التهديد الخفي لتقنيات النانو،" ساس.
[7]  "تفاصيل النتائج،" عبء الجسد: التلوث في الأطفال حديثي الولادة، دراسة لمجموعة العمل البيئي (EWG) (واشنطن العاصمة: EWG، 2005)، http://archive.ewg.org/reports/bodyburden2/part8.php (تم دخول الموقع في 1 يناير، 2009).
[8]  نفس المرجع السابق، http://archive.ewg.org/reports/bodyburden2/part4.php
[9]  مجموعة اعمال رصد المجتمع، مقدمة في دليل رصد عبء جسد المجتمع، 2005: http://www.oztoxics.org/cmwg/bb_introduction.html
[10]  مارياني لويد سميث، منسقة، الشبكة القومية للسموم، مجموعة أعمال رصد المجتمع، http://www.oztoxics.org
[11]  شبكة العلوم و الصحة البيئية، "بيان ونجسبرينج الخاص بالمفاهيم الوقائية،" يناير 1998، http://www.sehn.org. مؤتمر ونجسبرينج الخاص بالمفاهيم الوقائية الذي تم عقده عن طريق شبكة العلوم و الصحة البيئية - و هي منظمة تربط العلوم بالمصلحة العامة - و مؤسسة جونسون ، و مؤسسة و. ألتون جونس، و ممولة من C.S.، و مركز لويل للإنتاج المستدام بجامعة ماسشوستس بلويل. و البيان الكامل كالاتي:
بيان إجماع ونجسبرنجس الخاص بالمفاهيم الوقائية: لقد ترتب على إنطلاق و إستخدام المواد السامة، و إستغلال الموارد، و التغيرات الفيزيائية بالبيئة، عواقب كبيرة غير مقصودة تضر بصحة الانسان و البيئة. بعض من هذه الشواغل هي معدلات عالية من صعوبات التعلم، و الربو، و السرطان، و التشوهات الخلقية، و إنقراض فصائل، و بجانب التغيرات المناخية العالمية، و ثقب طبقة الأوزون، و التلوث العالمي بالمواد السامة و المواد النووية.
نحن نؤمن بأن التنظيمات البيئية الحالية و القرارات الاخرى المبنية على تقييم المخاطر قد فشلت في حماية صحة الانسان و البيئة (التي تعتبر النظام الاكبر الذي يشكل الإنسان جزءا منه).
كما نؤمن بأنه توجد أدلة شديدة على أن اضرار البشرية و البيئة العالمية بحجم و خطورة ضرورة إستحدات مفاهيم جديدة لإجراء الانشطة الإنسانية.
إن الإنسان لابد ان يمضي قدما بشكل اكثر حرصا مما كان عليه الحال في التاريخ الحديث نظراً لأن الأنشطة التي يقوم بها تتضمن خطورة على البيئة المحيطة. فالشركات، و الهيئات الحكومية، و المنظمات، و المجتمعات، و العلماء و غيرهم من الافراد لابد ان يعتمدوا المناهج الوقاية لجميع الأنشطة البشرية.
بناءً على ذلك فإنه من المهم تطبيق المفاهيم الوقائية: ينبغي أن يتم إتخاذ الإجراءات الوقائية عندما يشكل نشاط ما تهديد على صحة الانسان أو البيئة حتى و إن كانت علاقات الاسباب و الآثار غير ثابتة علميا بالكامل.
 و في هذا السياق فإن انصار ذلك النشاط - بدلا من العامة - ينبغي ان يتحملوا عبء ذلك الإثبات. و عملية تطبيق المفاهيم الوقائية لابد ان تكون شفافة و نزيهة و ديمقراطية و لابد ان تتضمن بشدة الجماعات المتأثرة بذلك النشاط. و لابد ايضا ان تتضمن دراسة مجموعة كاملة من البدائل بما فيها عدم اتخاذ إجراء.
[12]  لمزيد من المعلومات حول مفهوم عبء الجسد الكيميائي أنظر الموقع التالي: http://www.chemicalbodyburden.org/cs_organochl.htm. و للقائمة الكاملة المتعلقة بالمواد الكيميائية و البلاد التي وقعت و صدقت على الاتفاقية أنظر الموقع التالي: http://chm.pops.int/default.aspx.
[13]  الوكالة الامريكية لحماية البيئة، مجموعة المباني الخضراء، "المباني و البيئة: مخلص إحصائي (20 ديسمبر، 2004)" (واشنطن العاصمة: الوكالة الامريكية لحماية البيئة U.S. EPAhttp://www.epa.gov/greenbuilding/pubs/gbstats.pdf (تم دخول الموقع في 4 يناير،2009).
[14]  مصطلح - الملوثات الخطيرة المحمولة في الهواء (HAP's) - يتم تفضيلها بشكل متزايد على المركبات العضوية المتطايرة (VOC's)، التي يمكنها ان تتضمن عدد من المواد الكيميائية التي ليست بالضرورة سامة.
[15]  أي كميات صغيرة للغاية من البيسفونيل-أ (BPA) يمكنها ان تسبب ضررا. و وجدوا أن المنتجات التي تم صنعها من البولي كربونات تنثر كميات من البيسفونيل-أ (BPA) مع كل غيسل لها داخل غسالات الاطباق أكبر من التي تنثرها و هي جديدة.
[16]  الوكالة الامريكية لحماية البيئة، مكتب المياه الجوفية و مياه الشرب (OGWDW)، "المياه الجوفية و مياه الشرب،" http://water.epa.gov/drink/index.cfm
[17]  "أسفل الصرف: المصادر  الكيميائية لإضطرابات الهرمونات بحوض سان فرنسيسكو،" ربيكا ساتون، رسالة دكتوراة (EWG)، و جانيفر جاكسون (EBMUD)، مجموعة العمل البيئي، 11 يوليو، 2007، http://www.ewg.org.
[18]  نايدينكو، أولجا، "قطرة ليست للشرب - الجزء رقم 1: أسفل الصرف،" نشرة اخبار السموم لمجموعة العمل البيئي (EWG) (25 فبراير 2008)، http://www.enviroblog.org/2O08/O2/not-a-drop-to-drink-down-the-drain.html
[19]  بول ت. أناستاس و جون س. وارنر، الكيمياء الخضراء: النظرية و التطبيق (أكسفورد و نيو يورك: مطبعة جامعة أكسفورد، 1998)
[20]  معهد ورنربابكوك للكيمياء الخضراء، "المبادئ الأثنى عشر للكيمياء الخضراء" (وبورن، MA: تتعدي الحميدة، مؤسسة ورنر بابكوك) http://www.beyondbenign.org/pdf/gengc12p.pdf (3 يناير، 2009)
[21]  إدارة سان فرانسيسكو للبيئة، الاوراق البحثية البيضاء، المفاهيم الوقائية و مدينة و مقاطعة سان فرانسيسكو، مارس 2003.
[22]  أناستاس و ورنر، الكيمياء الخضراء، 29-54.
[23]  جولي سيلاس، و جين هانسن، و توم لنت، "مستقبل نسيج المباني الصحية," شبكة المباني الصحية بالتعاون مع مركز الابحاث التعاوني للرعاية الصحية بدون اضرار، أكتوبر 2007، http://www.noharm.org/us.
[24]  ن. ورثيمر و إ. ليبر، "ترتيبات الاسلاك الكهربائية و سرطان الاطفال،" المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة 109، رقم 3، (1979): 273-284.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق