الجمعة، 27 سبتمبر 2013

تقنيات جودة الهواء الداخلي: التصميم الاخضر من أجل صحة السكان على المدى الطويل

 
§         أسباب أهمية جودة الهواء الداخلي
إن جودة الهواء الداخلي تؤثر على إنتاجية، و صحة، و راحة العمال. و قد أظهرت جودة الهواء الداخلي المصحوب بالإضاءة الجيدة تحسن ملحوظ في التعليم داخل المدارس.[1]،[2] فمن أعراض الأصابة بأمراض (SBS) داخل المباني تهيج الأذن و الأنف، و زيادة الحساسية، و أعراض الربو، بالإضافة إلى زيادة نزلات البرد و الامراض المعدية الأخرى (شكل 7-1). و قد تجاهل في الماضي رجال الأعمال و أصحاب المباني توفير مستوى مقبول من جودة الهواء الداخلي (IAQ) حيث لم تكن لها آثار إقتصادية واضحة. و مع ذلك فإن الدراسات الأخيرة أكدت هذه الآثار.
لقد تضمنت الآثار المباشرة لردائة الهواء الداخلي (IAQ) زيادة تكاليف الرعاية الصحية، و خسارة في معدلات الإنتاج، و زيادة المطالبة بتعويضات العمال، و أظهرت عقارات لا تجد من يستأجرها، و أحياناً تؤدي إلى تكاليف باهظة وصولاً إلى التسويات القانونية المطلوبة. و قد أدى توفير مستوى جيد من الهواء الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تخفيض تكاليف الرعاية الصحية و تحسين أداء الأعمال بقيمة تقديرية تتراوح من 10 مليار دولار إلى أكثر من 100 مليار دولار سنوياً.[3]
لقد أظهر التحليل التفصيلي للأبحاث العلمية السابقة أن الزيادة في معدلات التهوية و التحكم الافضل في درجات الحرارة يحسن أداء العمل بالمدارس و المكاتب (شكل 7-2).[4]
 
شكل 7-1 المواد المسببة للحساسية تؤثر على جودة الهواء الداخلي.
 
 
شكل 7-2 كلما زادت معدلات التهوية زادت معدلات الاداء و الإنتاجية.
إن الموظفين يقبلون على العمل بالمباني التي بها إجراءات واضحة تعزز من مستوى جودة الهواء الداخلي و تستهدف الاستدامة، كما أن معدلات إستقرارهم فيها تكون مرتفعة، و غالبا ما تكون  عنصر جذب لإيجارات إستثنائية. و ذلك بالإضافة إلى أن بعض شركات التأمين تقدم خصومات جيدة على أقساط تأمين المباني المستدامة و التي تتمتع بمستويات جودة هواء داخلي (IAQ) مرتفعة.[5] و يحتاج رجال الأعمال و القائمين على تصميم المباني لأن يكونو مدركين بأن الموظفين لهم الحق في هواء داخلي صحي طبقاً لما دعت إليه منظمة الصحة العالمية (WHO).[6]
§         العوامل المساعدة على توفير جودة هواء الداخلي (IAQ)
المركبات العضوية المتطايرة (VOC's): يعتمد مستوى جودة الهواء الداخلي على العديد من الملوثات المنطلقة من مصادر داخلية فضلا عن الملوثات المنتقلة عن طريق التهوية و تسرب الهواء من الخارج. فمعظم مواد تشييد المباني و أثاث المكاتب تنطلق منها مركبات عضوية متطايرة (VOC's) بعد تصنيعها (منتجات جافة) أو تركيبها (منتجات رطبة). و على الرغم من ذلك فإن إنبعاثات مواد البناء تنخفض بشكل ملحوظ خلال الشهور القليلة الأولى بعد التركيب أو التصنيع بإستثناء بعض المواد الأخرى التي تحتوي على الفورمالدهايد. و غالباً ما تهيمن المركبات العضوية المتطايرة (VOC's) المصاحبة لمنتجات التنظيف و الأنشطة التي يمارسها السكان مثل مستحضرات العناية الشخصية، و ماكينة المستندات، و الآلات الطابعة على البيئة الداخلية بالمباني[7] (شكل 7-3).
 
شكل 7-3 نوعية الهواء الداخلي في عالمنا: ETS، إنبعاثات الوقود و "الهواء".
التهوية: إن الغرض من التهوية بالمباني هو تخفيف و إزالة الملوثات. و على الرغم من ذلك فأحياناً ما تصبح أنظمة التهوية ذاتها هي مصدر للتلوثات - على سبيل المثال عندما ينمو العفن على و حول ملفات التبريد و أحواض التكثيف التي لا يتم صرفها بشكل صحيح، بالإضافة إلى حمل القنوات الهوائية للاتربة نتيجة التقصير في صيانة المرشحات. كما أن تصميم و صيانة أغلفة مباني المانعة للمياة، و القضاء على تسرب الاجهزة الصحية تعتبر عناصر مهمة لمنع تسلل المياه و تكوين العفن.
إن مكان و موقع المبنى يعتبران من المتغيرات التي تؤثر على مستوى جودة الهواء الداخلي و ينبغي ان يتم تناولها في مرحلة مبكرة جدا من التصميم المبنى (شكل 7-4 و شكل 7-5). و يمكن تجنب تسلل غازات الرادون و غيرها من  الغازات الملوثة - التي تتكون بشكل طبيعي في التربة - بتوفير وسائل فعالة لتخفيض ضغط التربة و بإحكام مسارات تسلل الأبخرة.
 
شكل 7-4 مكان و موقع المبنى يؤثران على نوعية الهواء الداخلي.
 
 
شكل 7-5 ينبغي أن يأخذ المخططين في الاعتبار عند تصميم التجمعات السكانية مدى إقترابها من الانشطة الصناعية.
إن إنشاء المباني بعيداً عن المجالات المغناطيسية القوية (EMF's)[8] و وضع مآخذ الهواء الخارجي بعيدا عن اتجاه الرياح المحملة بملوثات الطرق السريعة من الاعتبارات المهمة التي تؤدي إلى تجنب الإصابة باعراض المباني المرضية (SBS) (شكل 7-6).
 
شكل 7-6 الضباب الدخاني.
§         أنواع الملوثات الداخلية
يوجد حرفيا مئات من المواد الكيميائية داخل البيئة الداخلية. و معظم مواد البناء ينطلق منها مركبات عضوية متطايرة (VOC's)، و تتسبب في زيادة تركيزها داخل المبنى بمعدلات أعلى بعدة مرات من مثيلاتها المتواجدة في الهواء الخارجي. و برغم بذل مزيد من الإهتمام بالمركبات العضوية المتطايرة - مثل تطوير التقنيات التحليلية الجديدة، و زيادة مفهومنا عن المواد الكيميائية - فإن مركبات أخرى نصف متطايرة (المركبات العضوية النصف متطايرة SVOC's) - و تشمل الفاثالات، و مبيدات الآفات، و مثبطات اللهب، و المواد الكيميائية التي تم تشكيلها نتيجة تفاعل المواد الكيميائية الداخلية مع بعضها البعض - اصبحت بشكل متزايد من العوامل المهمة عند تقييم البيئة الداخلية (شكل 7-7).
 
 
 
شكل 7-7 أخطار الملوثات المحمولة بالهواء يمكنها الإنطلاق و التخزين بالمباني على حد سواء. و تمتد مصادر الانبعاثات من مثبطات اللهب بغلاف المبنى و مواد التنجيد إلى البولي فينيل كلورايد (PVC) الموجودة بستائر الأدشاش إلى مادة الفورمالدهايد بمنتجات الأخشاب المضغوطة.
جودة الهواء الداخلي (IAQ) بالسيارات
نحن نقضي في الدول الصناعية قدرا طويلا من الوقت بسياراتنا و مبانينا. و حالياً يتم بشكل متزايد دراسة جودة الهواء الداخلي (IAQ) بالمركبات لان السيارات توفر شريحة من الشرائح ذات التأثير الكبير على جودة الهواء. و نظراً لأن الفراغ الداخلي للسيارة حجمه صغير فان السائق و الركاب يتعرضوا بشكل متكرر للمواد الكيميائية الصناعية التي أحيانا قد ندرك آثارها الصحية أو نجهلها. كما أن هناك بحث أجراة المركز البيئي عام 2006 في آن أربور تحت عنوان "سامة تحت أي مستوى من المعدلات: المواد الكيميائية بالسيارات و الحاجة إلى بدائل آمنة،" و أظهر ان الهواء الداخلي بالمركبات يحتوى على مواد كيميائية ضارة مثل الفاثالات و PBDEs هي أعلى بخمسة إلى عشرة مرات الموجودة غالباً ببيوتنا و مكاتبنا.
المصدر: "سامة تحت أي مستوى من المعدلات: المواد الكيميائية بالسيارات و الحاجة إلى بدائل آمنة،" تقرير اجراه المركز البيئي، جيف جيرهارت و هانز بوسيلت، يناير 2006، متاح على: http://www.ecocenter.org/press/releases/20060111.php
غالبا مستوى فهمنا للآثار الصحية لمعظم هذه المركبات - منفردة أو مجتمعة - على البيئة الداخلية محدود للغاية. فلابد أن ندرك عند تقييم آثار مواد كيميائية معينة متواجدة بالبيئة الداخلية على سكان المبانى أن معظم الارشادات الصحية القائمة و المناسبة للتطبيقات الصناعية الخاصة بصحة العمال البالغين قد لا تكون مناسبة للتطبيق على المباني السكنية و التجارية حيث أنها تتضمن أنواع كثيرة من السكان مثل الأطفال و الكهول.
 
إن السيطرة على النمو البكتيري داخل المباني له نفس أهمية السيطرة على المواد الكيميائية بالهواء الداخلي. و من ثم نجد أن المطالبة بالتأمين ضد العفن انطلقت بسرعة الصاروخ منذ بضعة سنوات، مما أدى إلي أن العديد من شركات التأمين أستبعدت و بكل وضوح هذه النوعية من التغطية من سياساتها التأمينية. فتسرب الهواء من أغلفة المباني، و تكثف الرطوبة على جدرانها، و تسرب المياه من الاجهزة الصحية هي من بعض مسببات العفن. و يجب الحد من نمو الفيلقية المستروحة بأبراج التبريد و انظمة خدمات المياه لتخفيض أخطار الإصابة بمرض الفيالقة.
تتضمن الملوثات المهمة الأخرى داخل المباني الجسيمات العالقة، و أول أكسيد الكربون، و غاز الأوزون. فآثارهم الصحية معروفة جيدا و قد وضعت وكالة حماية البيئة الامريكية (EPA) الحدود القصوى المسموح بها لهذه الملوثات بالهواء الخارجي.[9]
التصميم المتكامل للمباني من أجل جودة هواء داخلي (IAQ)
إن التصميم المتكامل للمباني (IBD) هو عملية يتم من خلالها دمج التخصصات المتعددة في فريق واحد بهدف تحقيق أداء عالي للمبنى بتكاليف إجمالية منافسة. فعميلة التصميم المتكامل للمبنى (IBD) من أجل نوعية الهواء الداخلي (IAQ) تتطلب - على أدني تقدير - مشاركة المهندسين المعماريين فضلا عن المهندسين الميكانيكيين، و السباكين، و المدنيين، و الإنشائيين، و الكهربائيين، و مصممين الديكورات الداخلية، و القائمين على تخضير الفناء الخارجي، و ذلك الأمر لابد أن يتم في أول مراحل المشروع.
ينبغي ان يتم وضع معايير جودة البيئة الداخلية مبكرا في مرحلة التصميمات المبدئية و التخطيطية، و لابد أن يتم تحديد الشخص المسئول بكل فريق تصميمي عن اعمالها التنفيذية. و لابد من إختيار منسق لجودة الهواء الداخلي، ولابد من عمل إجتماعات دورية مع فرق التصميمات المختلفة لضمان إستمرارية تحقيق معايير جودة الهواء الداخلي (IAQ) أثناء عملية التشييد. فمنسق نوعية الهواء الداخلي (IAQ) سوف يتحمل المسئولية الإضافية المتعلقة بضمان تحقيق تلك الأهداف  بشكل يومي أثناء عملية التشييد.
و قد تتضمن بعض الأهداف الأولية الأتي:
·         تحديد موقع و إتجاه المبنى، و أماكن فتحات المبنى مثل المدخل و مآخذ الهواء.
·         وضع معايير الإضاءة الداخلية و مستوى الضوضاء.
·         إختيار أنظمة التدفئة، و التهوية، و التكييف (HVAC) (تتضمن ترشيح و تنظيف الهواء) المناسبة للمناخ، و المكان، و نوعية سكان المبنى.
·         إختيار معدلات و طرق التهوية التي تضمن توفير التهوية المناسبة لسكان المبنى تحت كل ظروف التشغيل. و إذا كانت معدلات التهوية التي تم إختيارها اكبر من المطلوبة بكود الطاقة المحلي فينبغي أن يتم تخفيض الميزانية الاجمالية للطاقة المخصصة للمبنى بتطبيق إجراءات إضافية لترشيد إستهلاك الطاقة بحيث تقوم بتعويض الزيادة المصاحبة للتهوية. و في معظم الحالات من الأفضل الحد من إنطلاق المواد الكيميائية من المصادر الداخلية بدلا من زيادة معدلات التهوية لتحقيق مستوى جودة هواء داخلي (IAQ) مقبولة.
·         تحديد المتطلبات الحرارية للمبنى.
·         تصميم جميع أنظمة و مكونات التدفئة و التهوية و التكييف (HVAC) لتسهيل الخدمة.
·         إنشاء برنامج تفعيلي يتضمن كل انظمة الميكانيكا، و الصحي، و إدارة الطاقة، و سلامة الأرواح.
·         تسلسل مركبات مواد التشطيب (المواد المسامية مثل السجاد ينبغي أن يتم تركيبها بعد الإنتهاء من كل الاعمال).
·         تصميم غلاف المبنى بحيث يحد من تسرب المياه و الهواء، و تكثف الرطوبة.
·         وضع جدول زمنى لدفق الإنبعاثات الداخلية بالتهوية قبل تسليم المبنى للسكان.
·         المراجعة المستمرة للجدول الزمنى لعملية التشييد لضمان عدم تجاوز أهداف جودة الهواء الداخلي (IAQ).
·         مراجعة كل طلبات التغيير و العروض الفنية المقدمة لضمان الإمتثال لأهداف نوعية الهواء الداخلي (IAQ).
إختبار الإنبعاثات الكيميائية من مواد البناء
إن التحكم بمصادر إنطلاق المواد الكيميائية - إختيار و تركيب مواد منخفضة الإنبعاثات - هي الطريقة الأكثر فعالية من ناحية التكاليف و التي تحد من تأثير مواد البناء على جودة الهواء الداخلي بالمبنى مقارنةً بزيادة معدلات التهوية أو إمكانية إستبدال المواد بعد تسليم المبنى نتيجة إرتفاع معدل الانبعاثات.
لقد قام الباحثون في ثمانينيات القرن العشرين بإستكشاف مدى فاعلية "عملية التخمير"، وهي وسيلة بديلة للتحكم في مصادر إنطلاق المواد الكيميائية. و "عملية التخمير" هي عملية تتضمن رفع درجة حرارة المبنى لاقصى درجة ممكنة لبضعة أيام قبل تسليم المبنى للسكان و ذلك للحد من إنطلاق المواد الكيميائية المرتبطة بمواد البناء. و أظهرت نتائج هذا البحث إلى أن فاعلية هذه الطريقة لتقليل المركبات العضوية المتطايرة (VOC's) داخل المباني هي محدودة للغاية، و لذلك لم يعد ينصح بها المختصون بجودة الهواء الداخلي.
يوجد العديد من بروتوكولات إختبار الإنبعاثات و برامج توثيق المنتجات. و رغم أن برامج البروتوكولات و الشهادات لها هدف مشترك و هو تقليل عدد و قوة إنبعاث المواد الكيميائية من مواد البناء، إلا أنها تختلف إختلافاً كبيراً في الوسائل المتبعة و ينبغي توخي الحذر عند تفسير أو مقارنة نتائجها.
نجد ان وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة الامريكية قامت بتمويل دراسة تهدف إلى تحليل كل برنامج من برامج إختبارات المواد المتاحة، و تقريرها المنشور هو افضل مصدر متاح للمهندسين المعماريين اليوم.[10]
ينبغي أن نشير إلى أن بعض برامج الإختبارات مثل تلك التي تخص منتجات التنظيف مبنية على الوزن المئوي للمركبات العضوية المتطايرة (VOC's) بالنسبة للوزن الكلي للمنتج. و تتطلب مثل هذه البرامج عمل نمذجة مع وضع بعض الإفتراضات بهدف حساب تركيز المواد الكيميائية بالهواء الداخلي. كما توجد برامج أخرى مبنية على إختبار إنبعاثات الغرف الصغيرة، في نفس الوقت الذي نجد فيه أن غيرها مبنى على إنبعاثات الغرف المتوسطة و الكبيرة. و لكل برنامج من هذه البرامج "معامل إنبعاث" مبنى على حجم العينة المأخوذة ، و معدلات التهوية المستخدمة، و درجات الحرارة و نسبة الرطوبة المضبوطة، و "نسبة التحميل" (مساحة العينة و حجم غرفة الإختبار)، و فترة إجراء الإختبار لكل مادة كيميائية مستهدفة، ثم بعد ذلك يتم تحويل نتائج الإختبار إلى تركيز داخلي مبنى على عدد من الافتراضات.
قد تختلف ظروف الإختبارات المعملية فضلا عن قائمة المركبات و تركيزاتها المستهدفة إختلافاً كبيراً من برنامج إلى آخر. فمعيار النجاح و الفشل لبعض البرامج مبنى على التعرض لصحة العاملين بالبيئة الصناعية، و بعضها مبني بشكل اكثر تحديدا على بيئات غير صناعية مع الاخذ في الاعتبار "حساسية السكان" مثل المصابين بالربو، و الأطفال، و الكهول، و في نفس الوقت نجد أن برامج أخرى (مبدئيا بعض البرامج الأوربية) مبنية أيضا على الراحة (و تتضمن الإثارة).
كل برامج التوثيق تقريبا تقوم فقط بإصدار تقرير نجاح أو فشل، و لا تقوم بالكشف عن بيانات إختبار الانبعاثات و حساب التركيزات. و نظراً لأن بروتوكولات التجارب - و بناء عليه ظروف الاختبار - تختلف من برنامج إلى آخر فإنه من المستحيل تقريبا مقارنة نتائج برنامج بنتائج برنامج آخر.
إن الجهود المبذولة بالولايات المتحدة الامريكية للتوفيق بين كل هذه البروتوكولات و البرامج قد بائت بالفشل بسبب التأثير القوي لأصحاب المصالح التجارية. بالإضافة إلى أنه لا يوجد بالولايات المتحدة الامريكية طرف ثالث علي شكل هيئات مستقلة تقوم بالتقيم المعملي لجودة الهواء الداخلية في اماكن العمل غير الصناعية مثلما هو الحال لأنواع اخرى من المختبرات ( مثل التي تتعرض لها اماكن العمل الصناعية). فلابد أن يقوم المهندسين المعماريين بسؤال ممثلين برامج التوثيق عن طبيعة بروتوكولاتهم الخاصة بالاختبار (ظروف التجربة، و فترة الإختبار)، و قائمة المركبات المستهدفة، و تركيزاتها فضلا عن العوامل الاخرى المستخدمة لتحويل معدل الإنبعاثات المعملية إلى تركيزات بالهواء الداخلي.
ينبغى أن يتم تقييم مواد و منتجات البناء لكل مركب عضوي متطاير على حدى (VOC's) و ليس لمجموع المركبات العضوية المتطايرة (TVOC's) حيث ان الاخير هو مؤشر ضعيف لقوة تأثيره على الصحة و الروائح المصاحبة. و بالإضافة إلى أن البيانات المتوفرة للمركبات العضوية النصف متطايرة (SVOC's) محدودة للغاية فإن المقارنة بين المنتجات على هذا الاساس تكون أكثر صعوبة.
لابد أن ندرك أن الإنبعاثات الناتجة عن بعض المنتجات تكون عالية جدا في البداية ثم تضمحل سريعا (مثل الطلاء)، بينما الإنبعاثات من منتجات أخرى قد تكون معتدلة في البداية و لكنها تضمحل ببطئ شديد (مثل المحتوي من مادة الفورمالدهايد بمنتجات الاخشاب المضغوطة). فلابد عند إختيار كل مادة من مواد البناء منخفضة الانبعاثات الاخذ في الاعتبار الاتي:
·         قوة التحمل
·         متطلبات التنظيف
·         الإنبعاثات من مواد التنظيف المطلوبة
يسرد شكل 7-8 بعض امثلة مواد البناء و آثارها على جودة الهواء الداخلي (IAQ)، كما يقوم بسرد الإعتبارات التي يجب القيام بها قبل الإختيار، و علاقتها ببرامج التوثيق و الاختبارات بالولايات المتحدة الامريكية.
§         إستغلال غلاف المبنى في إتجاه تصميم (IAQ)
إن القائمين على تصميم المباني في حاجة إلى الإهتمام المناسب بالمسائل المتعلقة بنوعية الهواء الداخلي (IAQ) خلال عملية التصميم. فاليوم يوجد بيانات عملية متعلقة بنوعية الهواء الداخلي (IAQ) أكثر من أي وقت مضى. فالمنظمات المهنية مثل المعهد الامريكي للهندسة المعمارية[11] و جمعية المهندسين الامريكيين للتدفئة و التبريد و تكييف الهواء (ASHRAE)[12] لديها نشرات للممارسات المهنية حول ذلك الموضوع و المواضيع ذات الصلة.
إن الوكالات الحكومية - مثل وكالة حماية البيئة (EPA)[13] و ولاية كاليفورنيا[14] - لديها العديد من النشرات المتعلقة بجودة الهواء الداخلي (IAQ) موجودة على موقعها الإلكتروني. كما لدى أطراف ثالثة من المنظمات المستقلة[15]،[16]،[17] الأخرى نشرات مفيدة في ذلك الموضوع. فلابد أن يظل المهندسين المعماريين على إطلاع مستمر بالتطورات التي تطرأ على جودة الهواء الداخلي (IAQ)، و ان يتوخوا الحذر من إدعاءات قطاع الصناعة إلا إذا كانت هذه الادعاءات معززة بشهادة طرف ثالث من المنظمات المستقلة.
ما زال مجال الإختبارات و المعلومات المتاحة المتعلقة بجودة الهواء الداخلي (IAQ) في تطور مستمر، و مفهومنا لهذه المسألة يتحسن مع الوقت. فلابد أن يدرك المهندسين المعماريين أن تقييم المواد بناء على إنبعاثاتها يتطلب دراسة متأنية للمعلومات المتاحة، و تستند تلك القرارات على العديد من العوامل الخاصة بكل مشروع (مثل متطلبات العميل، و نوعية سكان المبنى، و مكان المبنى، و المواد المتاحة بالسوق المحلي).
ثمة إنتقادات مرتبطة ببرامج المباني الخضراء مثل أنها تميل إلى تبسيط القضايا البيئية الهامة مثل قضية جودة الهواء الداخلي. و بالرغم من أن هذه الإنتقادات لها وجاهتها إلا اننا لابد أن ندرك بأن برامج المباني الخضراء - مثل الريادة في الطاقة و التصميم البيئي (LEED) - قد خلقت عند المهنيين المنشغلين بالمباني و سكانها وعي متزايد بالمسائل البيئية. و لابد أن يدرك هؤلاء المهنيين أنه لابد من النظر إلى برامج المباني الحالية على أنها لا تمثل فقط الحد الادني من المتطلبات - مثلما هو الحال بأكواد المباني - و ينبغي علي المصممين مواصلة السعي من أجل تحسين أداء المباني.
 


تصنيف مادة البناء
أمثلة لمواد البناء بتصنيف المادة
إعتبارات الإنبعاثات ذات الصلة
برامج الإختبار بالولايات المتحدة الأمريكية
CHPS[18]
جرين جارد
(الحارس الأخضر)[19]
جرين سيل
(الإحكام الأخضر)
SCAQMD
أخرى
مبنية على إختبار قائمة محدودة من إنبعاثات المركبات و لا تتناول الإنبعاثات على المدي القصير.  و تتضمن CHPS معايير صحية إضافية
مبنية على المحتوى الإجمالي من المركبات العضوية المتطايرة (VOC) و المركبات العضوية المتطايرة "النشطة"
 
الدهانات المعمارية
موانع التسرب، و موانع الصدأ، و الطلاء، و الطلاء بالمينا، و الورنيش، و دهانات الخشب (أوستر)
·    إستخدم المنتجات ذات الاساس المائي بقدر الامكان.
·    إستخدام الدهانات عديمة أو منخفضة المحتوى من المركبات العضوية المتطايرة (VOC)، و هي قد تحتوي على العديد من المركبات العضوية المتطايرة "النشطة" (VOC's) المستثناة من التعريف الذي وضعته وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة الامريكية (USEPA) للمركبات العضوية المتطايرة (VOC's) (و التعريف هو أي مركبات كربونية تساهم في التفاعل الضوئي بالهواء الجوي و ينتج عنها غاز الأوزون[20]) تحت مظلة قانون الهواء النظيف.
·    العلم بأن نوعية الإنبعاثات تعتمد على نوعية الركائز.
·    الأخذ في الاعتبار القدرة علي التحمل. فالطلاء ذو الإنبعاثات المتوسطة تحتاج إلى إعادة الطلاء مرة كل بضعة سنوات قد يتم تفضيلها على أنواع الطلاء ذو الانبعاثات المنخفضة التي تتطلب إعادة طلائها بشكل متكرر.
·    الأخذ في الإعتبار تسلسل العملية الإنشائية (إنتهي من مرحلة الطلاء قبل تركيب "المواد  الناعمة" مثل السجاد و بلاطات الأسقف).
×
×
GS-11[21]
قاعدة 113[22]
 
السدادات، و موانع التسرب، و اللواصق
 
·    إستخدم المواد ذات الاساس المائي أو ذات الانبعاثات المنخفضة للمركبات العضوية المتطايرة (VOC's).
·    توجد إختلافات كبيرة في الإنبعاثات التي تتضمنها التقارير نتيجة إختلاف نوعية الركائز.
×
×
لاصق إيروسول: GS-36[23]
قاعدة 1168[24]
 
بلاط الأسقف
 
·    خذ في الإعتبار إنبعاثات مادة الفورمالدهايد و المركبات العضوية نصف المتطايرة (SVOC).
·    خذ في الإعتبار المساحات السطحية الكبيرة للألواح التي تم تركيبها (تعرض الوجهان علي حد سواء) قد ينتج عنها: (أ) تركيزات داخلية بشكل كبير بخلاف المنتجات منخفضة الانبعاثات، و (ب) أثار الترسب.
×
×
 
 
 
منتجات االأخشاب المركبة
الخزائن، و الإطارات المعلقة، و اللوحات
·    قم بتوصيف منتجات خالية من اليوريا فورمالدهايد أو تغليف الاسطح.
×
×
 
 
·    جمعية الألواح المركبة: توصيف CPA 2-06 [25] للمنتجات المفضلة بيئيا (المواصفات الصناعية: غير حازمة في متطلبات مادة الفورمالدهايد)
مواد الأرضيات
البلاطات المرنة، و الرقائق، و الباركيه، و المشمع، و السجاد
·    خذ في الإعتبار إنبعاثات اللواصق. و قم إجراء الاختبار على الأرضية و لاصقها مجتمعين. الركيزة إيضا مهمة للغاية -  معظم برامج الإختبار مبنية على ركيزة قياسية (مثل الإستانلس ستيل).
·    خذ في الاعتبار منتجات التنظيف.
×
×
 
 
·    CRI أسم أخضر و زيادة.[26]
·    معهد غطاء الارضيات المرن، برنامج مجموع نقاط الارضيات.[27]
·    معايير كاليفورنيا للإستدامة الذهبية للسجاد.[28]
المواد العازلة
 
·    خذ في الاعتبار عدم  وجود مادة اليوريا فورمالدهايد في اساس خلطة الصوف الزجاجي و الصوف الصخري.
×
×
 
 
 
أنظمة الأثاث المكتبي
متطلبات العمل
·    قم بتوصيف منتجات منخفضة الإنبعاثات.
·    عملية تهوية المكان بدلا من توصيف منتجات منخفضة الإنبعاثات ليس عمليا و تاثيره هامشي بالنسبة لبعض المواد الكيميائية  (اليوريا فورمالدهايد).
·    قم بتركيب انظمة الاثاث المكتبي في أخر الجدول الزمني للمشروع و إتبعه بتهوية المبنى.
·    خذ في الإعتبار مواد التنظيف منخفضة الإنبعاثات.
 
 
 
 
·    BIFMA[29]
·    مواصفات كاليفورنيا لوحدات الأثاث المكتبي.[30]

شكل 7-8 أمثلة لمواد البناء مع تأثيرها على نوعية الهواء الداخلي (iaq) و إعتبارات الإنبعاثات ذات الصلة.



[1]  مندل م.، و هيث ج. 2005 "هل الملوثات و الظروف الحرارية داخل الأماكن المغلقة بالمدارس تؤثر على أداء الطلاب؟ نظرة نقدية على الابحاث السابقة". مجلة الهواء بالاماكن المغلقة, الجزء رقم 15, صفحة رقم 27-32. و تجدونها كذلك على الموقع التالي: http://eetd.lbl.gov/ied/sfrb/pdfs/performance-2.pdf
[2]  مجلس كاليفورنيا للطاقة. 2003. النوافذ و الفصول الدراسية: دراسة أداء الطلاب و بيئة الاماكن المغلقة. تقرير رقم P500-03-082-A-7. و متاح على: http://www.h-m-g.com
[3]  فيسك و.ج. 2000. "المكاسب الصحية و الإنتاجية بسبب تحسين بيئة الأماكن المغلقة و علاقاتها بتوفير الطاقة بالمباني". النشرة السنوية للطاقة و البيئة 25 (1): 537-566.
[4]  فيكس و.ج.، و سبانين و. 2007. "توفير جودة بيئة افضل بالاماكن المغلقة يؤدي إلى فوائد إقتصادية". إجتماع كليما لرفاهية الأماكن المغلقة لسنة 2007، من 10 إلى 14 يوليو، 2007. هيلسنكي. ورقة بحثية رقم A01. تم نشرها بواسطة FINVAC، هيلسنكي. متاحة على: http://eetd.lbl.gov/ied/sfrb/sfrb.html
[5]  شركة صندوق فايرمامز للتأمين. http://www.firemansfund.com/Pages/welcome.htm
[6]  منظمة الصحة العالمية. 2000. الحق في هواء صحي داخلي. متوفرةعلى: http://www.euro.who.int/document/e69828.pdf
[7]  أليفانتز، ل. 2006 قياسات هواء المباني طويلة الأمد للمركبات العضوية المتطايرة (VOC's) تتضمن الألدهيدات بمجمع كاليفورنيا ذو الخمسة مباني المكتبية المستدامة. إدارة كاليفورنيا للخدمات الصحية (أعيد تسميته بأسم إدارة كاليفورنيا للصحة العامة). متاح علي: http://www.cal-iaq.org/VOC/East_End_Study_2006-09.htm
[8]  موقع برنامج كاليفورنيا للمجال الكهربائي و المغناطيسي، http://www.ehib.org/emf
[9]  وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة الأمريكية. 2008. "المعايير القومية لنوعية الهواء الخارجي (NAAQS)." و هي متاحة على: http://www.epa.gov/air/criteria.html
[10]  تكنور، ب. 2006. "معيار تقيم مواد\منتجات البناء لتحديد آثارها على نوعية الهواء الداخلي". التقرير النهائي المقدم إلى وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة الامريكية تحت أمر رقم EP 05WO00995 لوكالة حماية البيئة EPA. متاحة على: http://www.epa.gov/iaq/pdfs/tichenor_report.pdf
[11]  المعهد الامريكي للهندسة المعمارية: مركز مصادر الإستدامة على: http://www.aia.org/practicing/groups/kc/AIAS077433
[12]  جمعية المهندسين الامريكيين للتدفئة و التبريد و تكييف الهواء. 2009. دليل نوعية الهواء الداخلي: أفضل الممارسات للتصميم و التشييد و التفعيل. متاحة على: http://www.ashrae.org/
[13]  وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة الامريكية، موقع نوعية الهواء الداخلي على: http://www.epa.gov/iaq/
[14]  برنامج كاليفورنيا لنوعية الهواء الداخلي، معلومات نوعية الهواء الداخلي (IAQ)، موقع المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) على: http://www.cal-iaq.org/voc
[15]  الجمعية التعاونية للمدارس عالية الاداء، جدول المواد منخفضة الإنبعاثات. متاحة على: http://www.chps.net/manual/lem_table.htm
[16]  أنظمة الشهادات العلمية، موقع نوعية الهواء الداخلي على: http://www.scscertified.com/gbc/indoor_air_quality.php
[17]  موقع معهد الحارس الاخضر البيئي على: http://www.greenguard.org/en/index.aspx
[18] http://www.chps.net/manual/lem_table.htm
[19] http://www.greengaurd.org/uploads/TechDocs/GGTM.P066.R6_04-29-08_final.pdf
[20] http://www.epa.gov/EPA-AIR/2004/November/Day-29/a26070.htm
[21] http://www.greenseal.org/Portals/0/Documents/Standards/GS-11%20Stn%20Dev/GS-11_Scoping_Letter_052107.pdf
[22] http://www.aqmd.gov/rules/reg/reg11/r1113.pdf
[23] http://www.greenseal.org/certification/standards/commertial_adhesives_gs_36.cfm
[24] http://www.aqmd.gov/rules/reg/reg11/r1168.pdf
[25] http://www.pbmdf.com/
[26] http://www.carpet-rug.org/
[27] http://www.rfci.com/int_FloorScore.htm
[28] http://www.documents.dgs.ca.gov/green/epp/standards.pdf
[29] http://www.bifma.com/standards/FES/FES.html
[30] http://www.calrecycle.ca.gov/GreenBuilding/Specs/Furniture/default.htm

هناك تعليقان (2):

  1. أستاذ أن اقتبست من كلامك سؤال ووضعته في استبانه
    هل تسمح لي؟

    ردحذف
  2. سيدب هل يسمح ببعص الاقتباس مع التصرف من خلال الاستعانة بالمصادر المذكورة

    ردحذف